هيجل والسيسي يتشاوران لحل الأزمة وصفت الرئاسة المصرية الضغوط الأجنبية الرامية إلى حل الأزمة بالمبالغ فيها وأنها تجاوزت المعقول، مشيرة إلى ضرورة التزام الأطراف الغربية بتفادي التورط أكثر في الشؤون الداخلية للبلاد، فيما تتواصل الجهود الغربية لبحث السبل الكفيلة بدفع عجلة السياسية في مصر في ظل غموض الوضع بشأن عودة مشاركة الإخوان في السلطة، أمام إصرارهم على عودة الرئيس المخلوع محمد مرسي وتمسكهم بالاعتصام، حيث توجهت مسيرة أنصار مرسي أمس نحو مقر المحكمة الدستورية احتجاجا على حبس رئيسهم واعتقال قيادات الإخوان، فيما تأكد لقاء الوسطاء الغربيين والعرب مع خيرت الشاطر حيث اقترحوا عليه إعلان مرسي استقالته أو تنحيه والتعجيل بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. قال أمس المستشار الإعلامي للرئاسة المصرية أحمد المسلماني أن الضغوط الأجنبية تجاوزت الأعراف وتعدت حدود المسموح به بتدخلها في الشأن الداخلي للبلاد، مشيرة إلى أن مصر قادرة على حماية الثورة والدولة على حد سواء دون الحاجة إلى تدخل خارجي، مطالبة الأطراف الغربية التقليل من الضغوط التي تحاول فرضها على القيادة المصرية بخصوص الوصول إلى تسوية مع الأطراف المعارضة وحل الأزمة الحالية. هيجل يبحث مع السيسي جهود الوساطة الأمريكية لحل الأزمة على صعيد آخر قالت واشنطن أمس أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أجرى مشاورات هاتفية مع نظيره المصري الفريق عبد الفتاح السيسي، وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل في بيان مقتضب، أن الطرفان تباحثا تطورات التقدم في جهود الوساطة التي تبذلها كل من الولاياتالمتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي من خلال مساعد وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز والمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي برنادينو ليون من أجل تسريع حل الأزمة المصرية وأضاف ليتل أن الوزير السيسي شدد على ضرورة مواصلة العمل من أجل تفعيل الخيار السلمي لإنهاء الاحتجاجات وفض الاعتصامات، مشيرا إلى تأكيد السيسي على التزام الحكومة المدنية المؤقتة بالعمل على تنفيذ خارطة طريق سياسية تخدم مصلحة كل المصريين، وبشأن الوساطة الأمريكية نفت واشنطن تمثيل مبعوثا الكونغرس للإدارة الأمريكية وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن السيناتور جون ماكين والسيناتور ليندساي غراهام يمثلان نفسيهما ومجلسي الشيوخ والنواب وأن زيارتهما لم تأت بتفويض من الرئيس باراك أوباما، ولا يمكن اعتبارهما وسيطين للإدارة الأميركية لحل الأزمة المصرية وأنهما يمثلان مجلس الشيوخ، وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض خلال المؤتمر الصحافي للبيت الأبيض أمس أن ماكين وغراهام أجريا محادثة مع الرئيس أوباما ومع آخرين في فريق الأمن القومي للرئيس، مشيرا إلى أن الجهود التي يبذلانها في مصر والمحادثات التي عقداها تمثل مصالح واسعة النطاق بما فيها مصالح الإدارة والكونغرس، كما التقى أمس حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء بوفد الكونغرس الأميركي لاستعراض ومناقشة الأزمة الراهنة في البلاد. مقتل جنديين وجرح 6 آخرين في هجمات على مراكز الجيش في سيناء لقي جندي مصرعه وتوفي آخر متأثراً بجراحه وأُصيب 6 آخرون بجروح متفاوتة في سلسلة هجمات شنّها مسلّحون مجهولون على مراكز أمنية ومصالح حيوية شمال المحافظة، حيث هاجمت فجر أمس جماعات مجهولة بسيارات رباعية الدفع ودراجات نارية مركز شرطة مدينة العريش مركز محافظة شمال سيناء ومبنى إذاعة شمال سيناء وفندقا تابعا للقوات المسلّحة، وكذا عددا من البنايات التابعة للأجهزة الأمنية ونقاط تمركز أمنية أخرى بالمدينة، وأكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة وفقا لخطط جد مدروسة، وتعد هجمات فجر أمس أحد أشرس الهجمات التي تتعرّض لها مراكز أمنية ومصالح حيوية شمال سيناء منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي. على صعيد آخر تأكد لقاء الوسطاء الغربيين والعرب مع خيرت الشاطر بعد نفي وزارة الداخلية والسلطات المصرية، حيث قالت تقارير إعلامية مصرية أمس أن اللقاء تم فعلا وأن رئاسة الجمهورية أكدت صحة اجتماع كل من وزير خارجية قطر محمد العطية، ووزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، ونائب وزير الخارجية الأمريكي ويليام بيرنز، وكذا ممثل الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون بنائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر، وعرض الوسطاء على الشاطر العديد من المبادرات أهمها إعلان مرسي استقالته أو تنحيه، والبدء في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، شرط قبول الإخوان فض اعتصاماتهم بميداني رابعة العدوية والنهضة، غير أن المشاورات لم تفض إلى نتائج ملموسة، أمام إصرار جماعة الإخوان على إنكار حقيقة الزيارة. من جانبها عززت قوات الأمن المركزي تواجدها أمام المحكمة الدستورية لتأمين المقر ضد أي تصعيد محتمل أو محاولات اعتداء من قبل جماعة الإخوان المسلمين الذين خرجوا أمس في مسيرة انطلقت من ميدان اعتصامهم برابعة العدوية متوجهة إلى مقر المحكمة الدستورية، احتجاجا على حبس رئيسهم ومحاكمة رموز الإخوان الملاحقين بحملة اعتقالات واسعة، في محاولة للضغط على سلطات البلاد للتراجع عن قراراتها.