توقعت تقارير رسمية ايطالية أن ترفع الحكومة الجزائرية صادراتها من الغاز المسال نحو ايطاليا، بعد أن وافق مسؤولون من كلا البلدين على تكثيف إمدادات الغاز عبر خطي الأنابيب اللذان ينقلان الغاز الجزائري إلى ايطاليا عبر البحر، ومن جانبه توقع وزير التنمية الايطالي أن تدخل بلاده في أزمة غاز خلال فصل الشتاء المقبل بسبب تراجع المخزون الايطالي من الغاز، هذا ما دفع بالمدير التنفيذي لشركة الطاقة الايطالية ”ايني” بزيارة الجزائر لإعادة التفاوض مع ”سوناطراك” بشأن عقودها المبرمة مستقبلا. قالت مصادر إعلام ايطالية أن شركتي ”أيني” و”إديسون” الايطاليتين قد خفضتا وارداتهما من الغاز الجزائري إلى النصف تقريبا مقارنة بالسنوات الماضية، مؤكدة في الوقت نفسه، أن إيطاليا ستواجه نفاد المخزون على مدى الأشهر القليلة القادمة، وهذا ما سيدفعها لاتخاذ تدابير أمنية إضافية تحميها في حالات الطوارئ المحتملة، ومن جهته صرح وزير التنمية الايطالي فلافيو زانون لصحافة بلاده أن المدة ليست كافية للتخزين بخزانات الغاز المنضب حيث يتم ذلك خلال فصل الصيف لاستخدامه في فصل الشتاء كما هناك فارق السعر بين الغاز في الصيف والشتاء، وأضاف زانون أن طاقة التخزين المحلية بلغت حوالي 6.9 مليار متر مكعب من الغاز إلى غاية شهر أوت الجاري مقابل 8.7 في نفس الفترة من عام 2012، مشيرا أنه في حال استمرار الوضع الراهن، سينخفض المخزون الايطالي من الغاز الطبيعي ب 16 في المائة مقارنة بالعام الماضي مع بداية فصل الشتاء، ووفقا لما تداولته الصحافة في البلدين فإن المفاوضات الأخيرة التي جرت بين ”إيني” وسوناطراك تمخضت عنها خفض الشركة الايطالية وارداتها للسنة الجارية إلى 7 مليار متر مكعب، وتوقعت ”إيني” وقوع أزمة تموين بالغاز في ايطاليا ما دفع بمديرها التنفيذي باولو سكاروني إلى زيارة الجزائر لإعادة التفاوض مع سوناطراك بشأن عقودها المبرمة مستقبلا وللنجاة من الإفلاس المالي. وفقا لذلك، قالت مصادر تجارية، أن المجمع الطاقوي الجزائري ”سوناطراك” أطلق مؤخرا عددا من المناقصات لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا وحوض المحيط الأطلسي. وبعد مرور قرابة 8 أشهر على أزمة تيغنتورين لا يزال المستثمرون مترددون في القدوم إلى الجزائر حيث أثار محلل اقتصادي بمؤسسة ”وود ماكينزي” العالمية المتخصصة في مجال الدراسات البترولية، ماسيمو دي ادواردو أيضا مخاوف بشأن إمدادات الغاز من الجزائر مستقبلا، خاصة أن هناك عدد كبير من العقود طويلة المدى، ستنتهي بحلول عام 2019، حسب ما أوردته وكالة ”رويترز”. ومن جانبهم، نوه بعض التجار الدوليين، أنهم سوف يفكرون مرتين قبل أن يبرموا عقود توريد طويلة الأجل مع الجزائر، في غياب بعض التأمين. وتجدر الإشارة إلى أن ايطاليا خفضت وارداتها من الغاز الجزائري إلى النصف بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا حيث تستورد هذه الأخيرة تستورد ما يقرب من 70 مليار متر مكعب من الغاز خلال العام الماضي، استحوذ على 20.5 مليار متر مكعب من الجزائر، حيث يعتبر عملاق الطاقة الايطالي ”إيني”، أكبر مصدر للغاز بالجملة في أوروبا، إذ استورد 14.5 مليار متر مكعب من الجزائر العام الماضي، لكنها قالت هذا العام أنها توصلت إلى اتفاق مع شركة ”سوناطراك” في الجزائر على أن يكون أقل.