كشف مسؤول بوزارة الصناعة التونسية اليوم أن بلاده ستتنازل لإيطاليا بشكل مؤقت عن حصتها من إمدادات الغاز الجزائري بسبب ارتفاع قياسي في الطلب على الطاقة نتيجة موجة برد قارس تضرب أوروبا ونقص الإمدادات من روسيا. وأضاف المسؤول أن هذا التنازل جاء بعد مشاورات بين بلاده وإيطاليا وأنه لن يحدث أي نقص في تلبية الطلب الداخلي بتونس نتيجة هذا القرار. وتستورد روما 90% من حاجياتها من الغاز، وتزودها الجزائر بقرابة 35% عن طريق خط أنابيب يمر عبر تونس. وأعلنت إيطاليا يوم الاثنين عن إجراءات عاجلة للتعامل مع نقص في إمدادات الغاز الروسي وارتفاع قياسي في الطلب على هذه الطاقة خلال الأيام القليلة الماضية بسبب الأحوال الجوية، وقال وزير الصناعة الإيطالي كورادو باسيرا إن الوضع “حرج”. وعقدت حكومة روما اجتماع أزمة مع مسؤولين في القطاع الصناعي لبحث نقص الإمدادات، وتقرر عقب الاجتماع تنفيذ اتفاقات سابقة تسمح بقطع إمدادات النفط عن صناعات محددة وتوجيهها لتشغيل محطات تعمل بمشتقات النفط لتسد جزئيا نقص الإنتاج لدى محطات طاقة تعمل بالغاز. ودعت لجنة أزمة الغاز الإيطالية إلى ضخ المزيد من المخزون الإستراتيجي من الغاز وزيادة الإنتاج المحلي من هذه المادة والبحث عن بدائل عن الغاز المستورد، وتسلمت ايطاليا كميات غاز أقل ب20% من روسيا الاثنين الماضي، في حين تسببت عواصف في تأخر وصول ناقلات محملة بالغاز المسال من قطر. وتستعمل إيطاليا الغاز الطبيعي لإنتاج نصف الطاقة المنتجة في محطاتها، وقال المدير التنفيذي لشركة إيني العملاقة باولو سكاروني إن قطع إمدادات النفط عن صناعات معينة وإجراءات أخرى ستؤدي لتوليد نحو 25 مليون متر مكعب، أي من 8 إلى 9% من حجم الاستهلاك بإيطاليا. ارتهان للاستيراد وتوقع سكاروني أن ترجع الأمور إلى وضعها الطبيعي في الأسبوع المقبل، واستهلكت إيطاليا في 2010 نحو 78 مليار متر مكعب من الغاز، 90% منها جاءت عن طريق الاستيراد، وتأتي 22% من مجموع مستوردات إيطاليا من الغاز من روسيا و25% من الجزائر. كما تستورد روما الغاز من ليبيا عن طريق خط “غرين ستريم” الذي أعيد تشغيله قبل بضعة أسابيع بعد انقطاعه نتيجة الحرب التي دارت في البلاد العام الماضي.