عرفت المفاوضات التي يجريها مجمع "سوناطراك" مع أهم الشركات الكرواتية المنتجة والمستغلة للغاز "اينا" تقدما ملحوظا، حيث يرتقب أن تنتهي، حسب مصادر مقربة من القطاع، إلى اتفاقية تسمح في غضون السداسي الثاني من السنة الحالية لكرواتيا بالحصول على أولى شحنات الغاز الجزائري• وقد باشرت كرواتيا مفاوضات منذ بداية السنة على خلفية الأزمة الغازية الروسية- الأوكرانية في بداية جانفي والتي تسببت في انقطاع جزئي لإمدادات الغاز الروسية إلى هذا البلد• وتستورد كرواتيا أربعين بالمائة من حاجياتها من الغاز مقابل انتاجها ل 60 بالمائة• وقد دفع هذا الوضع مسؤولي مجمع "اينا"، التي يمتلك حق الانتاج والتوزيع في كرواتيا والقائمين على قطاع الطاقة إلى طلب المساعدة الجزائرية لتكون بديلا بنسبة معينة عن الغاز الروسي والتقليل من الاعتماد على الغاز الروسي فحسب• وقد تلقت الجزائر الطلب الكرواتي، الذي كان الطلب الوحيد الرسمي، حسب ما تم التأكيد عليه فيما بعد من قبل وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، ضمنيا دون أن يسمي هذا البلد الذي أودع طلبا رسميا منتصف جانفي الماضي للتزود بالغاز الجزائري عبر وزارة الاقتصاد الكرواتية التي تشرف على قطاع الطاقة• ولم يكن من الممكن بالنسبة للجزائر القيام بذلك لكون كرواتيا لم تبرم أي عقد مسبق مع الجزائر، حيث تعمل الجزائر وفقا للعقود طويلة الأجل• وقد تدخلت الحكومتان في مسار المفاوضات لإيجاد بدائل عملية، حيث يرتقب التوصل إلى صيغة بين البلدين لتمكين كرواتيا من استلام الغاز الجزائري بدلا من الغاز الروسي خالصا خلال السداسي الثاني من السنة الحالية• وقد دفعت الأزمة الغازية الأخيرة بكرواتيا الى الاستنجاد بالجزائر لدرء النقص الكبير الذي سجل على مستوى المخزون الغازي والاحتياطي• وستكون الجزائر بفضل الاتفاق المنتظر حاضرة لأول مرة في المنطقة، أي في قلب شرق أوروبا، في انتظار استكمال أنبوب الغاز الثاني الجزائري- الإيطالي المار عبر جزيرة سردينيا الذي يرتقب أن يزود عددا من الدول في أوروبا الوسطى والشرقية لاحقا لتتموقع الجزائر في المنطقة بعد حضورها في منطقة أوروبا الجنوبية والغربية وهي إسبانيا، البرتغال، إيطاليا، تركيا، اليونان، بريطانيا، بلجيكا وألمانيا، حيث تتزود هذه البلدان بالغاز الجزائري• وقد سبق لليونان خلال أزمة الغاز الأولى بين روسيا وأوكرانيا وجورجيا أن طلبت دعما جزائريا، خاصة وأن أثينا أيضا تعتمد بصورة كبيرة على الغاز الروسي• وسيكون الغاز الجزائري منافسا جديدا للروسي ابتداء من هذه السنة في الأسواق الأوروبية، حيث أن سنة 2009 ستشهد تدعيما للكميات الموجهة إلى أوروبا عبر الأنابيب الإسبانية والإيطالية• وتصبو الجزائر إلى بلوغ ابتداء من السنة المقبلة سقف 85 مليار متر مكعب تصدير ثم 100 مليار متر مكعب لاحقا•