تسعى إيطاليا وإسبانيا إلى الحد من اعتمادها على واردات الغاز الطبيعي من شمال إفريقيا، ما يهدد بخلق أزمة خانقة لعدة بلدان على رأسها الجزائر، وسط توقعات باضطرابات اجتماعية كبرى، في وقت قررت ”سوناطراك” تخفيض سعر الغاز لشهر جوان ب85 سنتا خوفا من فقدان أسواق جديدة في أوروبا. كشف رئيس قسم الطاقة في الوزارة الإيطالية للتنمية الاقتصادية، ليوناردو سيني، أن بلاده بحاجة إلى مصادر إمدادات جديدة، حيث شرعت هذه الأخيرة في مفاوضات مع عدة بلدان لإمدادها بالغاز المسال كدول شرق إفريقيا وأمريكا الشمالية، لاسيما أن الإنتاج الأمريكي في تزايد مستمر بعد الاكتشافات الكبيرة في ”داكوتا” شمال ولاية تكساس للغاز الصخري، الذي ينافس مباشرة الجزائر، ودول شرق البحر الأبيض المتوسط فضلا عن أستراليا، وأضاف ذات المسؤول ”أن إيطاليا تحاول تنويع اقتصادها من الغاز الطبيعي المسال عن طريق خطوط الأنابيب”، في حين كشف الرئيس التنفيذي ل”إينل” فولفيو كونتي ”نحن لا يمكننا الاستغناء عن الغاز الجزائري”. وأكدت ”إيني” للنفط في وقت سابق، أنها توصلت إلى اتفاق مع ”سوناطراك” بشأن عقود غاز طويلة الأمد لعامي 2013 / 2014 وإن الاتفاق سيخفض كميات الغاز التي توردها الجزائر لإيطاليا، وتهدف الحكومة الإيطالية في خطتها الطاقوية لسنة 2013 إلى الحد من الاعتماد على الغاز الجزائري، وعليه بدأت البحث عن مصادر جديدة، من خلال خطوط أنابيب جديدة. وستستفيد إيطاليا من 10 مليار متر مكعب من الغاز الأذربيجاني كخطوة للاستغناء عن الغاز الجزائري، في حين قد يجمد أنبوب ”غالسي” الذي يربطها بالجزائر. وانخفضت كمية الغاز المسال الجزائري المخصص للتصدير إلى أكثر من 50 ترليون متر مكعب حسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. ومن جهتها كشفت الحكومة الإسبانية أنها تبحث بشكل جدي عن موردين جدد لتزويدها بالغاز المسال، وذكر رئيس قسم الطاقة في وزارة التنمية الاقتصادية بإيطاليا ليوناردو سيني ”إننا بدأنا البحث عن مصادر جديدة للغاز بكل من شرق أمريكا وشرق إفريقيا وبحر قزوين، إضافة إلى أستراليا”، وحسب ما أوردته وكالة ”رويترز”. تجدر الإشارة إلى أن الدول الأوروبية تستورد ثلث احتياجاتها من الجزائر وحوالي 10بالمائة من ليبيا ومصر.