من التقاليد التي كانت معروفة في ولاية سعيدة عادة ”سرقة جهاز العروس”. كان الزفاف يدوم سبعة أيام كاملة تقام خلالها السهرات الشعرية والغنائية، وألعاب الفروسية. وكان العرس مناسبة تخص كل القبيلة أو الدوار وكان الجميع يشترك في إحيائها. في يوم الزفاف ينتقل وفد من أهل العريس ”الرفّادة” مكون من بضعة فرسان وأعيان القبيلة أو الدوار، إلى جانب ”الوزراء” الذين يعينهم العريس إما للوقوف على إحصاء جهاز العروسة وحراسته أو الإمساك بعقال الدابة التي تركبها العروس، كما يمكن أن يرافق الرفّادة أحد الشعراء أو الخطباء لتبادل الكلام المنظوم و”القمنة” ليقابلهم نظراؤهم من أهل العروس، ويتم عندها تبادل الحوار في شكل قصائد شعرية تفتخر بأمجاد القبيلة وأصل العروسين. تحمل العروس على الكاليش (إذا كانت من منزلة اجتماعية راقية)، أو فوق المحمل ويتعلق الأمر ببغلة بحلسها وعليه فراش من النوع الفاخر فوقه سماط، ويمسك بعقال البغلة أحد الوزراء الذين عينهم العريس خصيصا لهذا الغرض. كما يقوم ”الوزير” بإحصاء مكونات جهاز العروس وحراسته خوفا عليه من السرقة، ذلك أنه عند حصول ذلك تبلغ ”الجماعة أو المدعوين فينادي أحدهم ”يا الوزرا راكم مخيونين”، فيستدعى الوزراء أمامهم لعقابهم على هذا التهاون. ويطلب منهم في أول الأمر مطالب غريبة ومستحلية كالإتيان بألف قنفود أو مائة ضب مثلا ثم تتغير المطالب لينتهي الأمر بإلزامهم بإقامة مأدبة غداء أو عشاء، لصالح جميع المدعوين. وعلى العكس من ذلك إذا نجح الوزراء في إحباط محاولة السرقة (التي عادة ما تكون مدبرة خصيصا لإحراج الوزراء وتغريمهم) فإن الجماعة أو المدعوين ملزمون بمكافأة الوزراء على يقظتهم.