لاتزال عائلات عنابية تحافظ على العادات والتقاليد القديمة في إحياء أعراسها. فرغم التكاليف وكثرة المصاريف إلا أن العروس العنابية لا تخرج من بيت أهلها إلا وهي مجهزة بأحسن جهاز، بدءا بالحلي الذهبية وسخاب الجوهر الأبيض، وسخاب العنبر البني أو الأسود، المخبل، الخلخال، سوار اليدين وانتهاءا بالأزياء التقليدية التي يصل عددها إلى عشرة ألبسة.. منها جبة القشاشية، التي تلبسها العروس مرة واحدة في العمر، فإذا ارتدتها مرة ثانية فهذا نذير شؤم لها، ومعناه أن تتزوج مرة ثانية، كما تحتفظ بها ولا تعيرها حتى لأختها عندما تتزوج.. فهي خاصة بها فقط. زي آخر يسمى ”الدلالة”، وهو لباس تقليدي يكون باللون الأزرق مصنوع بالفتلة الذهبية متكونة من معطف قصير وخفيف، مع قبعة طويلة على الرأس مزينة بجواهر ”الويز”، الذي يسمى السلطاني، مرفوقا بمنديل أزرق يعرف باسم ”التسريحة”. ثوب آخر تلبسه المرأة في جلسة الحناء يسمى ”اللفة” باللون الزيتي مصنوع من المجبود أوالفتلة، ترقص العروس به مع حماتها، يتكون من منديل بلون ذهبي يسمى ”محرمة أزندة مع الفتول” مرفوقة بقبعة ”شاشية” مزينة بالذهب. ومعروف أيضا أن العروس العنابية ترتدي الكثير من المجوهرات، كما ترافق العروس امرأة تدعى الماشطة، وهي السيدة التي تهتم بالعروس طوال اليوم بماكياجها، لباسها، وتسريحة شعرها.. تستدعيها الفتاة مقابل مبلغ مالي تدفعه لها. تخرج العروس من بيت أهلها مرتدية الفستان الأبيض والبرنوس بحضور فرقة العيساوة. وفي اليوم التالي في صباح العروسة ويسمى ”التخليلة” في عنابة، ترتدي العروس اللون الوردي واللفة على الرأس فتنزع لها التخليلة أمام الحضور وتبقى باللون الأبيض ثم بعدها الأزرق، تحت إيقاعات ”الفقيرات” دائما. ويكون الحفل في المساء بعد الظهيرة بتقديم الحلوى التي حضرتها العائلتين ليبدأ الاتصال والتواصل كعائلة واحدة، حيث يتم أيضا تبادل صينية البقلاوة بينهما، فتكون أم العريس قد قدمت من قبل الصينية أثناء العرس وترد أم الزوجة في يوم التخليلة صينية جديدة، ويأتي طفل صغير لوضع الحزام للعروس كي تصبح سيدة بعدها.