حذّر المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، من نقص التأطير الإداري في كل الأطوار الدراسية وعبر مختلف المؤسسات التربوية التي تنطلق بها الدراسة اليوم بصفة رسمية، من تنامي ظاهرة العنف والاعتداءات مستقبلا، لصعوبة التحكم في العدد الكبير من التلاميذ الذين سيلتحقون خلال هذا الموسم بالأقسام الدراسية. يشرع قرابة 8.5 مليون تلميذ اليوم وبصفة رسمية في تلقي أولى الدروس لموسم 2013-2014، وذلك بعد أسبوع كامل من انطلاق الدخول المدرسي. وكانت هذه المدة بالنسبة للتلاميذ والأساتذة والمعلمين بمثابة حصص تعارف، وتقديم نصائح، وتزويدهم بالتوقيت الأسبوعي وبقائمة الأدوات المدرسية والكتب الواجب اقتناؤها، أما بالنسبة للطاقم التربوي فتكفل بمهمة توزيع التلاميذ على الأقسام والأفواج وإعداد قوائمهم وتقديمها إلى الأساتذة، وذلك في ظل مشاكل الاكتظاظ التي ستلازم العام الدراسي ب45 تلميذا في القسم، خصوصا في الثانويات، وحتى الأقسام التحضيرية مستها العدوى هذه المرة بتواجد 42 تلميذا كذلك، ناهيك عن النقص في عدد الأقسام الذي خلق مشكل الأقسام الدوارة التي سينجم عنها الفوضى في الرواق، جراء تخفيض الحجم الساعي في المتوسطات من 30 إلى 28 ساعة، واعتماد الأعمال الموجهة، الأمر الذي سيربك مديري المتوسطات، بالإضافة إلى ضعف التأطير الإداري. وقال المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، مسعود بوديبة، أمس في تصريح ل”الفجر”، إن الدروس ستنطلق اليوم وبصفة رسمية عبر مختلف الأطوار الدراسية وفي كل المؤسسات التربوية، لكن في أجواء ”مضطربة” بسبب المشاكل التي سترافق هذا الموسم الدراسي مرة أخرى، كسابقه العام المنصرم، وهي كلها معطيات تشير إلى ”غياب استراتيجية” لدى الوزارة الوصية من أجل إيجاد حلول للمشاكل، ليس بطريقة ظرفية تختفي لمدة شهر وتظهر في الشهر الموالي. وأوضح المتحدث أن هذه المشاكل ستكون تداعياتها قوية خلال الموسم الدراسي 2013-2014، خصوصا مشكل نقص التأطير الإداري الذي اتضحت معالمه منذ الوهلة الأولى لانطلاق الدخول المدرسي، حيث عرفت العديد من المؤسسات التربوية غياب مدير، وناظر، ومراقب عام، ومساعدين تربويين، كما أن النقص في عدد الطاقم التربوي المؤطر للتلاميذ من شأنه أن يساهم في تنامي ظاهرة العنف وبحدة الاعتداءات التي ميزت الموسم المنصرم، وذلك لصعوبة التحكم في العدد الكبير للتلاميذ، خصوصا المشاغبين الذين يجدون الأجواء مناسبة لهم. وطالب المتحدث باسم وزارة التربية الوطنية بضرورة تدارك المشاكل، وإيجاد حلول لها في الوقت المناسب، وألا تكون ظرفية وذلك من أجل دخول مدرسي هادئ لكل الأسرة التربوية.