أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، فشل الحوار الوطني الذي يرعاه بين حركة النهضة الحاكمة والمعارضة ملقيا باللوم على الحزب الحاكم الذي رفض التجاوب بجدية مع مساعي المبادرة التي أرادت الوصول لحل نهائي للأزمة التي تعيشها تونس في الآونة الأخيرة، واصفا خطوة الأحزاب المعارضة بالإيجابية. أرجع العباسي خلال لقاء صحفي عقده أمس فشل الحوار الوطني إلى حركة النهضة التي لم تنجح في استيعاب خارطة الطريق الرامية إلى وضع حد نهائي وحل فاصل للأزمة السياسية التي يعشها البلد، مثنيا على الدور الذي لعبته المعارضة التي قدمت ما بوسعها في هذا المجال، كما اتهم الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الحركة بالتماطل واللعب على الأعصاب بهدف كسب الوقت لا غير، معتمدة في ذلك سياسة المناورة في التعامل مع مسودة مشروع المصالحة التي قدمتها المنظمات الأربع المشرفة على الحوار، مشيرا إلى تضارب أراء الحزب الحاكم بخصوص المقترحات التي عرضتها الأحزاب المعارضة والمرتبطة باستقالة الحكومة، تقييد عمل المجلس الوطني التأسيسي في الجانب التأسيسي المتعلق بكتابة الدستور وتهيئة الإطار القانوني لإنجاز الانتخابات وأشار العباسي إلى فشل الحكومة الحالية في إدارة المرحلة ما دفع بالبلاد إلى معايشة العديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بدليل تراجع كل المؤشرات الاقتصادية، مشدداً في الوقت ذاته على مواصلة الاتحاد عمله رفقة المنظمات الراعية من أجل تنفيذ ما جاء في المبادرة خلال الفترة القادمة. يذكر أن حركة النهضة قد أعلنت في وقت سابق قبولها مبادرة الرباعية وطالبت في بلاغ إعلامي لها بالتسريع في انطلاق حوار وطني جاد يسمح بخروج البلاد من الأزمة السياسية الحالية، كما عبّرت الحركة عن استعدادها التام وغير المشروط للابتداء الفوري في جلسات الحوار الوطني للتوافق حول كل المسائل، وخاصة منها التعجيل بالمصادقة على الدستور في وقت لا يتجاوز ثلاثة أسابيع والتحديد النهائي لموعد الانتخابات في ظرف لا يتجاوز ستة أشهر من تركيز الهيئة المستقلة للانتخابات وكذا التوافق على التشكيل الحكومي الجديد رئاسةً وأعضاءا وبرنامجاً.