زين دريعي، كاتبة ومخرجة شابة، مستقلة حاصلة على دبلوم الإخراج السينمائي من كلية تورنتو الكندية عام 2009، أين قامت بكتابة وإخراج فيلمين قصيرين ضمن مشروع التخرج. وبعد عودتها للأردن بدأت مسيرتها الاحترافية بالعمل مع المخرجة ألان ماري جاسر في فيلمها ”لما شفتك”، أنتجته شركة فلسطين، والتي تولت إخراج ”أفق”. تحدثت عنه وعن تجربتها في الإخراج ووضع الفيلم في الأردن في حوار ل”الفجر”. قدمت ”أفق” في منافسة الأفلام القصيرة لمهرجان وهران للفيلم العربي. حول ما تدور قصة العمل؟ تحدثت عن معاناة المرأة وجاءتني هذه الفكرة بعد قراءة الكثيرة من القصص عن وضعية المرأة، إنّها قصص حكيمة جدا في المجتمع تبرز مأساة هذا العنصر الفعال وتقدم حالة من اللاتفاؤل، لكن فقدانهن للأمل منحني نوعا من الراحلة، حيث أعتقد أنّهن لم يفقدنه بل حدث عندي العكس، فالمرأة في الأردن تبيع قارورات الغاز وهذا شيء لا تراه في الوطن العربي إلا قليلا، وبالتالي كنت سعيدة جدا أن أصور المرأة الأردنية ومعاناتها في هذا الفيلم الذي أعتقد أنّه يحمل قصص النساء في العالم العربي وليس فقط في الأردن، لأنّ الوضع ينطبق على الجميع وليس على المرأة الأردنية فقط. فأتمنى أنني قد أوصلت الفكرة الى الجمهور. هل عرضت ”أفق” في الأردن، وكيف كان التجاوب أو النقد بخصوصه؟ أجل، عرضته مؤخرا، افتتحته الأميرة ريم والأميرة بسمة بنت طلال، وبدون مجاملة أو غرور فقد أحببنه كثيرا، وحصل على كثير من التقدير والشكر من جميع من كان حاضرا داخل القاعة وشاهد الفيلم الذي مدته 32 دقيقة. كيف كان ردّ الجمهور الأردني مع هذا العمل الذي يعدّ أوّل تجربة إخراج لك؟ حسب اعتقادي فإنّ التجاوب كان جميلا جدا، فقد ربحنا جمهورا في الأردن ولم أكن أتوقع بتاتا أن يلقى هذا الإعجاب ويحظى بهذا التنويه لهذه الدرجة. وأشير فقط إلى أنني خصصته للمرأة المضطهدة والمهمشة مثل باقي النساء اللاتي تعشن هذه الحالة من التهميش والأمية من بين خمسة ملايين أردني، وكانت واحدة ممن حضرن العرض أن تعمل مثل بطلة الفيلم؟. وفي السياق فقد لقي استحسان الجمهور في كندا خلال مشاركتنا في مهرجان مونتريال للسينما وكذلك في مهرجان بأمريكا. أشرت في الفيلم إلى عمالة الأطفال، إذ يمنعون من إكمال الدراسة بهدف مساعدة رب الأسرة على تكاليف ومصاريف البيت، ما رأيك وما هي الرسالة التي أردت إرسالها من خلال هذه الدلالة؟ هذه حقيقة، هناك عمالة أطفال كثيرة في الأردن وفي العالم العربي بشكل عام، فالأطفال في الأردن لا يذهبون إلى المدرسة، بالإضافة إلى الأمية ومشاكل أخرى لا تعدّ ولا تحصى تنخر جسد الأردنيين، لاسيما شريحة الأطفال والنساء، فاخترت هذه النقط بالتحديد للعمل عليها، لأن المرأة هي نصف المجتمع تعمل مثلها مثل الرجل، فإذا لم تأخذ حقها في المجتمع لن تتقدم. كما أننا نحن بلدان العالم الثالث لن نتطور ونتقدم إذا لم نتساو في مجتمعاتنا مثل العالم المتقدم. ما تقولينه جاء في جملة أثناء كتبت في الجنيريك تقول ”على المرأة العمل ضعف الجهد لتحصل على نصف التقدير”، ما المقصود بها؟ فعلا هذه الجملة قبل أن أكتب السيناريو استوقفتني وألهمتني ودفعتني لإنجاز فيلم عن المرأة ومعاناتها، وبالتالي أقصد من قولي هو أن تتساوى المرأة مع الرجل يقوم على معادلة وحسابات. نفهم من كلامك أنّك تطالبين بضرورة مساواة المرأة بالرجل؟ أجل بالضبط وبنسبة مائة في المائة. لو نعود الى الوراء قليلا، كيف هو مشوراك الفني في سطور؟ هذا العمل ”أفق” هو أول تجربة إخراجية لي في عالم السينما الواسع، فيما أحضر لمشاريع أخرى أبرزها الذي أشتغل عليه حاليا عن قصة اجتماعية حول حقوق العمال، وكذا فيلم طويل عن حقوق المرضى النفسانيين بالأردن دائما، بما أنني أعيش في هذا البلد، ولكن أعتقد أنّ قصتي تمتد الى باقي نواحي العالم أين نجد هذه الفروقات والتهميش الاجتماعية والمشاكل المختلفة التي تنتشر في العالم العربي وحتى إفريقيا. بصورة مختصرة كيف هو واقع الفيلم القصير وصناعة السينما بصفة عامة في الأردن اليوم؟ تسير نحو الأحسن وتتطور بشكل ملحوظ مع مرور الوقت، والدليل تواجد ستة أفلام كاملة في مهرجان وهران للفيلم العربي السابع، فهناك فيلم قصير لصديقي محمد علوان بعنوان ”العشاء الأخير” يشارك في هذه التظاهرة، كما توجد أفلام طويلة لفادي حداد، ولذلك أرى أن الوضع يتحسن بخصوص صناعة الفيلم القصير والسينما بصفة عامة في الأردن رغم غياب الدعم المالي الذي يصعب الحصول عليه من الدولة التي لم تمنحني فلسا واحد، الكن الحمد لله فهيئة الأمم للمرأة منحتني الدعم وأنجزت فيلمي.