الجزائر - اختتمت مساء يوم السبت بمتحف السينما (سينماتك( فعاليات أيام الفيلم الأردني بالجزائر بعرض فيلم "كابتن أبورائد "لمخرج أمين مطالقة والشريط القصير " كعب عالي" لفادي قصير . ويتناول الفيلم الاول على مدى 102 دقيقة قصة أبو رائد عامل تنظيف بمطارعمان الدولي يعثرصدفة على قبعة قائد طائرة في سلة مهملات ويأخذها معه . لكن الأمور تتطور وتأخذ منحنا آخر بعد أن يقرر أبو رائد في طريقه الى بيته ارتداء القبعة لكن عندما يراه أطفال حارته البسيطة يندهشون و يعتقدون انه حقا طيار. ينجر البطل وراء هذا الاعتقاد و يبدأ في سرد حكايات وهمية لهم عن مغامراته في الجو . و يواصل تقمص شخصيته الجديدة باستلهام قصص من كتب قديمة كانت في حوزته. هذا الوضع الجديد يغير من حياة و مواقف الرجل الذي بدا يهتم بما يدور حوله و يحاول مساعدة جيرانه كما أن نظرة الآخرين له تغيرت سواء الأطفال أو ذويهم و حتى وزملاءه في الشغل خاصة "نور" قائدة الطائرة التي تكتشف صدفة ثقافته العالية و امتلاكه لعدة لغات خاصة الفرنسية . إلا أن ما جعل "نور" البنت الغنية التي تقطن حيا راقيا تقترب اكثر من ابو رائد هو الحس الانساني الكبير لديه وحبه للناس و تنتهي حكاية ابو رائد الجميلة بموت أبو رائد ضحية نبله وإنسانيته حيث يقتل على يد أبو مراد الطفل الذي كان يعطف عليه و يحاول مساعدته ووالدته من بطش الأب الذي كان قاسيا معهما . عن المغزى من قصة الفيلم التي كتبها أيضا أمين مطالقة قال هذا لاخير في تصريحات صحفية انه أراد من خلالها تبليغ رسالة تقول "أن الإنسان مهما كان بسيطا يمكن أن يؤدي دور في المجتمع" و يضيف أن الفيلم يتطرق من خلال قصة أبو رائد لمشاكل اجتماعية عدة يعاني منها المجتمع الأردني مثل التسرب المدرسي و البطالة و الفقر وأيضا المعاملة القاسية التي تتعرض لها الزوجة من طرف الزوج . وقد لقي هذا الفيلم الذي انجز سنة 2007 استحسان النقاد و الجمهور وفاز بجوائز عدة منها جائزة مجلة "فاريتي" الامريكية لأفضل إخراج و ذلك في مهرجان سياتل السينمائي الدولي و ايضا جوائز في مهرجانات أخرى (بورتلند و بيروت ...) شارك في الادوار الرئيسية للفيلم إلى جانب البطل "أبو رائد " الذي تقمصه الممثل البريطاني ذي الأصول الأردنية نديم صوالحي كل من و رنا سلطان وعدي القديسي وغاندي الصابر .. و عرض أيضا في سهرة الاختتام الفيلم القصير " كعب عالي" لفادي قصيرو مدته 19 قيقة و يتناول قصة الحب والخيانة الزوجية في الوسط الأرستقراطي . تدور الاحداث حول ارملة تدعى نوال التي تكتشف بعد رحيل زوجها الذي حزنت عليه كثيرا انه لم يترك لها إرثا ماليا فقط و إنما مشاكل وديون و فضائح حيث كانت له مغامرات نسائية أخرها شابة تجرات على القدوم لحضور جنازته. وسمحت العروض التي شملت ستة افلام منها ثلاثة قصيرة للجمهور من اكتشاف السينما الأردنية التي عرفت في العشرية الأخيرة نشاطا معتبرا و تطورا ملحوظا بفضل الجهود المبذولة في هذا البلد لإنعاش هذا القطاع الذي دعم بإنشاء الهيئة الملكية الأردنية للأفلام سنة 2003و هي مؤسسة مستقلة لتشجيع الإنتاج . وقد شهد المشهد السينمائي في الأردن تقدما محسوسا من حيث نوعية الأفلام و أيضا المواضيع المطروحة التي تعالج القضايا الاجتماعية كما تهتم أيضا بالجانب التاريخي للأردن. يذكر آن الصائفة الماضية شهدت تنظيم أيام جزائرية بالأردن عرضت خلالها ثلاثة أفلام و هي "ما وراء المرآة " لنادية شرابي و " مسخرة "لإلباس سالم و خارجون عن القانون" لرشيد بوشارب.