لا يختلف اثنان في كون نار الغيرة قد اندلعت منذ مدة ليست بالقصيرة ومن الصعب إطفاءها بين الكوتش وحيد وشيخ المدربين رابح سعدان حيث يحاول الطرف الأول مرارا أن يضخم صورته ويضع نفسه كأنه قد أخرج الخضر من السلبية إلى الايجابية متناسيا أن التاريخ الطويل للخضر للمدرب رابح سعدان يد طويلة فيه ويكفي هنا أن نذكر أنه المدرب الأكثر تداولا على تدريب الخضر وبالحديث عن الدور الأخير المؤهل للمونديال فقد سجل فيه سعدان أروع نتائجه على الاطلاق وفيما يلي عودة بالذاكرة إلى ما فعله سعدان على أمل أن يرمي حاليلوزيتش بكل ثقله للمرور بقوة إلى البرازيل. سعدان كان مع روغوف عند قهر بطل أفريقيا وصلت الجزائر لأول مرة للدور الأخير المؤهل لمونديال 1982 باسبانيا وأوقعتها القرعة أنذاك مع بطل القارة الأفريقية نيجيريا التي أحرزت اللقب بقواعدها وأمام الجزائر بالذات يوم 22 مارس 1980 وقد تكررت المواجهة بعد عام ونصف وبالضبط يوم 10 أكتوبر 1981 وكان الخضر يقودهم الروسي روغوف ومعه الثنائي سعدان ومعوش ورغم صعوبة المأمورية لكون نيجيريا أقصت في الدور الأول المنتخب التونسي الذي كان قد شارك في مونديال الأرجنتين وحقق أول فوز أفرو – عربي في المونديال لكن إرادة وفنيات زيدان، بلومي...وعصاد كانت أقوى حيث تمكنوا من العودة بفوز باهر بوقع هدفين نظيفين وهو ما جعل المباراة الثانية احتفالية أكثر منها تنافسية ليطير الخضر إلى اسبانيا بتقدير جيد جدا. سابقة أفرو عربية بتوقيع سعدان تعد الجزائر أول منتخب عربي – أفريقي يتأهل للمونديال دون تعرضه للخسارة وقد حدث ذلك في تصفيات مونديال مكسيكو حيث تمكن المدرب رابح سعدان من قهر كل خصومه فبعد تعادل في باكورة المواجهات بلواندا فاز الخضر على أنغولا بنتيجة 3-2 بعد أن كانوا متقدمين بثلاثية نظيفة لكنهم استوعبوا الدرس جيدا ففازوا بعد ذلك على زامبيا بهدفين دون رد في ملعب 5 جويلية ثم في لوزاكا بهدف بن ساولة وفي الدور الأخير واجهنا تونس التي كانت قد أبدعت في تلك التصفيات بتخطيها حواجز كل من البنين، غينيا ونيجيريا ما جعل الكل يتوقع كلاسيكو مغاربي مثير ومتوازن لكن سعدان فند هذا الأمر وقطع الماء والهواء على التونسة الذين لم يفرحوا سوى في الربع ساعة الأول بهدف من الركباوي في (د15) وبعدها تحركت الآلة الجزائرية بقيادة الثنائي بلومي وماجر لتكتسح التوانسة برباعية مع الرأفة وفي مواجهة العودة طار رفقاء مناد في اتجاه واحد وسجلوا ثلاثية نظيفة ليتأهل الخضر بامتياز تحت إشراف سعدان. ملحمة أم درمان تبقى راسخة في الأذهان منحت الأقدار فرصة جديدة للمدرب رابح سعدان بلعب مقابلة فاصلة في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 بعد أن تساوى الخضر في كل شيء مع المنتخب المصري وتقرر إجراء المباراة بأم درمان وبملعب المريخ وفيها تمكن سعدان من قهر وإجهاض كل مخططات نظيره حسن شحاتة حين فاز عليه بهدف أسطوري لعنتر يحي ويومها أخرج سعدان كل الجزائر إلى الشارع للاحتفال بتأهل مميز جدا. الجزائر خسرت مع لموي في الدور الفاصل إذا كان الخضر قد نجحوا في التأهل خلال المواجهات المذكورة آنفا فإنهم تذوقوا مرارة الاخفاق في تصفيات مونديال 1990 وكان قائد السفينة أنذاك المدرب كمال لموي فبعد نجاحهم في تصفيات المجموعة باكتساح زيمبابوي في الغدو والرواح والتعادل في أبيدجان ثم الاطاحة بالفيلة في عنابة أوقعتهم القرعة مع المنتخب المصري الذي نجح في تسيد مجموعته التي ضمت أنذاك ليبيريا، مالاوي وكينيا وفي يوم 8 أكتوبر 1989 سجل الخضر تعادلا بطعم الخسارة مع الفراعنة ذهابا وبقي الكل في انتظار مباراة العودة التي لعبت يوم 17 نوفمبر 1989 وتمكن الفراعنة بمحاباة واضحة من الحكم التونسي علي بن ناصر من خطف التأشيرة من الخضر الذين قادهم في تلك المباراة المرحوم كرمالي بمساعدة فرقاني والمرحوم مراد عبد الوهاب. حاليلوزيتش مطالب بالفوز للاقتراب من أرقام سعدان حقق الخضر في التصفيات الحالية المؤهلة لمونديال البرازيل نتائج رائعة ولولا الخسارة أمام مالي في ملعب محايد لكانوا قد حققوا العلامة الكاملة في تصفيات المجموعة إلا أن الأهم يبقى في مباراتي الدور الفاصل وحاليلوزيتش مطالب باثبات علو كعبه أمام نائب بطل أفريقيا لتحقيق حلمه الشخصي بالوصول للمونديال وأيضا للمحافظة على مكانة الجزائر ضمن النخبة العالمية التي ورثها عن سعدان حيث يملك اليوم فرصة ذهبية للاقتراب من شيخ المدربين الجزائريين ولو أن كل الجزائر تدعوا له أن يوفق في تحقيق ما لم يحققه أي مدرب سبقه خاصة مع توفر كل شروط النجاح للمنتخب الحالي. باسم زغدي
تاريخ المواجهات الجزائر وحكاية التفوق على البوركينافاسو ستحمل مواجهة اليوم بين المنتخبين البوركينابي والجزائري الرقم 19، وبالعودة إلى تاريخ المواجهات المباشرة بين المنتخبين الجزائري والبوركينابي نجد أن أول لقاء جمع المنتخبين إلى يوم 12 فيفري من سنة 1967 برسم تصفيات كأس أفريقيا للأمم التي جرت وقائعها بإثيوبيا. انتهت أول مواجهة بين المنتخبين التي جرت كما سبق الإشارة إليه سالفا بفوز المنتخب الجزائري بهدفين لصفر، فيما انتهت مواجهة العودة بفوز الجزائر 3/1. بعد غياب دام 13 سنة كاملة، تجدد الموعد بين المنتخبين الجزائري والبوركينابي في تصفيات كأس أمم أفريقيا التي جرت وقائعها بليبيا في ربيع العام الموالي 1982. ففي لقاء الذهاب الذي جرى بملعب الشهيد زبانة بمدينة وهران يوم الجمعة 30 أوت 1981 تمكن المنتخب الوطني بقيادة الثلاثي روغوف وسعدان ومعوش من سحق منافسه البوركينابي بنتيجة لا تقبل أي جدل 7/0. مواجهة العودة جرت أسبوعان من بعد بالعاصمة البوركينابية واغادوغو، وانتهىت بدون فائز بالتعادل الايجابي هدف لمثله. المواجهة الخامسة بين المنتخبين جرت في سنة 1996، ففي إطار نهائيات كأس أمم أفريقيا بجنوب أفريقيا في مطلع سنة 1996، حيث التقى المنتخبين الجزائري والبوركينابي في ختام مباريات الدور الأول عن المجموعة الثانية والذي جرى يوم 24 جانفي 1996، وكان الفوز حليف المنتخب الوطني بهدفين لهدف. المواجهة السادسة بين المنتخبين جرت في مطلع سنة 1998 ببوركينافاسو، وكان الفوز حليف أصحاب الدار بهدفين لهدف. أول مواجهة ودية بين المنتخبين الجزائري والبوركينابي جرت بتاريخ 20 جانفي 2000، بالعاصمة البوركينابية واغادوغو، وكان الفوز حليف أصحاب الدار بهدفين لصفر. حقق المنتخب البوركينابي أول تعادل بالجزائر على منتخبنا الوطني برسم تصفيات كأس أمم أفريقيا التي جرت بمالي 2002، اللقاء انتهى بهدف لمثله. مواجهة العودة بين المنتخبين انتهت بفوز بوركينافاسو بهدف لصفر. بعد مواجهة 2000 بواغادوغو، التقى المنتخبين في ثاني مواجهة ودية بينهما في 15 أكتوبر 2001 في إطار استعدادات المنتخبين لنهائيات كأس أمم أفريقيا بمالي، حيث انتهت هاته المواجهة والتي جرت بالجزائر لمصلحة أشبال المدرب رابح ماجر بهدفين لصفر. * التقى المنتخبين الجزائري والبوركينابي في سبع مواجهات ودية متتالية، آخرها تلك التي جمعت المنتخبين في الثاني من شهر جوان الماضي بملعب مصطفى تشاكر بمدينة البليدة وكان الفوز حليف أشبال المدرب حاليلوزيتش بهدفين لصفر. التقى المنتخبين في 18 مباراة. أول مواجهة بين المنتخبين جرت يوم 12 فيفري 1967 أما آخرها فكانت يوم 2 جوان الماضي. فاز المنتخب الوطني في ثماني مواجهات من 18 مباراة. فاز المنتخب البوركينابي على المنتخب الجزائر في خمس مواجهات. خمس مواجهات بين المنتخبين انتهت بالتعادل. من بين المواجهات الخمسة التي فاز بها المنتخب البوركينابي على منتخبنا الوطني، فوز واحد في لقاء رسمي، كان ذلك في دورة بوركينافاسو عام 1998 بهدفين لهدف، فيما كانت المباريات الأربعة المتبقية التي فاز بها المنتخب البوركينابي على منتخبنا الوطني في إطار ودي. سجل خط هجوم المنتخب الوطني في 18 مباراة 25 هدفا في شباك المنتخب البوركينابي. سجل خط هجوم المنتخب البوركينابي 12 هدفا في شباك المنتخب الوطني. أثقل نتيجة بين المنتخبين تلك التي فاز بها ”الخضر” عام 1981 في ذهاب الدور التصفوي الثاني لكأس أمم أفريقيا 1982 بنتيجة 7/0. جميع الأهداف التي سجلها المنتخب البوركينابي في شباك منتخبنا الوطني لم تتعدى الهدفين.