لا حديث في الوسط الرياضي هذه الأيام سوى عن مباراة الحسم المرتقبة ال 27 من الشهر الحالي بملعب 19 ماي 96 بعنابة والتي ستجمع منتخبين يعرفان بعضهما البعض جيدا فلقاء الجزائر -المغرب يعد منعرجا حاسما لكلا الفريقين مما يعني أن التعثر يعني توديع المنافسة وتضييع بطاقة المرور إلى إقصائيات كأس أمم إفريقيا المزمع إقامتها بغينيا الإستوائية والغابون في 2012 وللعودة إلى الوراء وتحديدا إلى تاريخ المواجهات الكروية التي جمعت المنتخب الوطني الجزائري بنظيره المغربي يمكن الجزم بأنها كانت تتسم بالإثارة والحماس، وتعد من بين الداربيات المميزة بإعتبارها الأكثر متعة وروح رياضية وأخوية رغم تأزم العلاقات السياسية بين البلدين. أول لقاء رسمي في تصفيات "كان" 1969 وأول لقاء رسمي جمع الجزائر بالمغرب كان سنة 1969 بمناسبة إجراء تصفيات كأس أمم إفريقيا حيث لعبت المباراة الأولى بملعب العناصر و 20 أوت) وانتهت بفوز "الخضر" ب (0/2) وعجز المغاربة في مباراة الإياب عن ضمان تذكرة المرور بتسجيلهم لهدف واحد من إمضاء اللاعب الأسطوري فراس وكان ذلك قبل موسم واحد من مشاركة أسود الأطلسي في مونديال المكسيك وثأر المغرب بثلاثية نظيفة في سنة 1970 وإلى غاية1979 إلتقى الفريقان مجددا بمناسبة إجراء تصفيات الألعاب الأولمبية "بموسكو" وظهر جيل جديد من اللاعبين الجزائريين الذين صنعوا مجد الكرة الجزائرية بتقديمهم الأسطورة الكروية لخضر بلومي، إلى جانب سرباح، التاج بن ساولة، عصاد. بن صاولة "أبكى 90 ألف متفرج ب "كازا" وجرت المباراة التاريخية بالدارالبيضاء أين أبكى التاج بن ساولة 90 ألف متفرج حضروا اللقاء بعد تسجيله 3 أهداف كاملة ثم أضاف كل من عصاد وڤمري رضوان الهدفان الرابع والخامس على التوالي لتتفوق الجزائر بخماسية مقابل هدف واحد للمغاربة والذي جاء عن طريق ضربة جزاء منحها الحكم لأسود الأطلس ورغم الهزيمة المخزية التي نزلت كالصاعقة على رؤوس 90 ألف متفرج إلا أن الروح الرياضية كانت مثالية بعدما وقف أنصار المغرب وقفة رجل واحد صفقوا على المنتخب الجزائري رغم تأثرهم الشديد إلى درجة البكاء لهزيمة منتخب بلادهم وعلى أرضية ميدان ملعب "كازا بلانكا". إقتطاع تذكرة الأولمبياد على حساب المغرب بثلاثية وفي مباراة العودة بالجزائر أكد "الخضر" أحقيتهم بإقتطاع تأشيرة الألمبياد وفازوا بثلاثية نظيفة على المغرب من توقيع اللاعب كويسي. وفي نهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 1980 نيجيريا أراد أسود المغرب الثأر بعدما أوقعتهم القرعة في نفس مجموعة الجزائر لكن الفوز كان حليف رفاق لخضر بلومي الذي أمضى هدف التفوق ولم يتبار الفريقين إلى غاية كأس "الكان" بمصر سنة 1986 وافترقا على التعادل السلبي (0/0) الأسود يثأرون في دورة 1988 وتصفيات مونديال 2002 وبالمملكة المغربية وتحديدا في دورة 1988 تمكن المغاربة من الثأر وفازوا على الخضر ب (0/1) وتمكنا من المرور إلى المربع الذهبي لكنهما أقصيا على يد نيجريا والكامرون والتقيا في المباراة الترتيبية من منافسات "الكان" واحتكمت المباراة على ضربات الترجيح التي ابتسمت لرفاق بلومي بعد إنتهاء الوقت الرسمي على نتيجة التعادل. وخلال تصفيات مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان إلتقى المنتخبان في مجموعة واحدة إلى جانب مصر والسنيغال في التصفيات، حيث جدد المغاربة عهدهم مع الفوز على حساب الجزائر بهدفين مقابل هدف في لقاءي الذهاب والإياب إلا أنهما لم يتمكنا من التأهل إلى كأس العالم. بعد 25 سنة "الشماخ" يرد في كأس إفريقيا بتونس وفي 2004 ضيع أشبال الناخب الوطني رابح سعدان فرصة كبيرة للذهاب بعيدا في كأس أمم إفريقيا بصفاقص التونسية أين واجهوا أسود الأطلسي في الدور ربع النهائي بعدما فاز رفاق مروان الشماخ بثلاث أهداف مقابل هدف واحد لزملاء عبد المالك شراد. وعليه فإن كل الأنظار ستكون مشدودة في ال 27 من الشهر الحالي والذي سيجمع المنتخب الجزائري بنظيره المغربي لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 وسيكون ملعب 19 ماي بعنابة مسرحا لهذا الحدث الكروي في مباراة تعد بالكثير من الإثارة والتشويق كما عودتنا الداربيات بالمغرب العربي دائما سواء ما بين المنخبات أو الأندية بالندية وحماسة قل نظيرها في المباريات الدولية عبر العالم، هذه المواجهة أعد لها الكثيرون العدة وكانت حديث الكل منذ لقاء الجولة الثانية للتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية المزمع إقامتها في الڤابون وغينيا الإستوائية مطلع 2012 . ورغم قرب بلدي المنتخبين جغرافيا إلا أن المباريات التي جمعتهما فيما بينهما كانت قليلة إذا ما قارناها باللقاءات التي جمعت الدول العربية وشمال إفريقيا بالخصوص، حيث أن الأفناك والأسود لم يلتقوا إلا في 25 مناسبة على مستوى المنتخبات الكبار، وكان أولها في لقاء ودي والجزائر مستقلة وكان ذلك بملعب 5 جويليا 1965 في لقاء شهد حضور أنصار غفيرة بالملعب، رغم ذلك إنتهى اللقاء بدون فائز ما بين المنتخبين في تشكيلة ضمت عبروق، عطوي ، موحا، طاهر، بوروبة، كساوي، سريدي ، بن تركي، عاشور، كالام، للماس كان أصغر سنا بقيادة المدرب بن تيفور، وعميد المدرسين الجزائريين زوبا عبد الحميد وعرفت مستوى فني رائع جعل الصحف الفرنسية والإسبانية تتحدث عنه. 12 مباراة ودية ما بين المنتخبين بلغت المواجهات الودية بين المنتخب الوطني ونظيره المغربي إثنتى عشرة مواجهة، بعدما فازوا على المنتخب الوطني في ثلاثة مواجهات وجلها كانت بأهداف ضئيلة، وبالمغرب فيما فاز الخضر في لقاءين أما البقية فقد عرفت جلها تعادلات، أي سبعة تعادلات ما بين المنتخبين وأكثرها إيجابية وكانت عدد الأهداف المسجلة في هذه المواجهات قد وصلت إلى خمسة عشرة هدفا، ثمانية منها لصالح المنتخب المغربي وسبعة للمنتخب الوطني. ويعتبر المنتخب المغربي الوحيد الذي لعب معه الخضر نسبة كبيرة من اللقاءات الودية خاصة في وقت الستينات والسبعينات، عندما كان أسود الأطلس يملكون منتخبا قويا، بل عالميا وعلى غرار ما فعله في مونديال 1986 وبلوغه الدور الثاني، حيث يعتبر المنتخب العربي الوحيد الذي وصل إلى هذه المرتبة. الإثارة والحماس ميزة الداربي كما كانت هناك لقاءات رسمية بين المنتخبين وجلها جاءت مثيرة وحاسمة حيث بلغت 13 مباراة رسمية من بينها خمسة مباريات في نهائيات كأس أمم إفريقيا، كان آخرها بكأس الأمم بتونس عندما فاز أسود الأطلس على محاربي الصحراء في الدور ربع النهائي. هدف ماجر في مرمى (بادو زاكي) كما كان هناك لقاءان في الثمانينات وبدورة ثانية عشرة سنة 1980 وهدف ماجر أمام شباك بادو زاكي بنجيريا، ووصل الخضر إلى اللقاء النهائي عندما فازوا على الفراعنة بالضربات الترجيحية، كما إلتقى كلا المنتخبين في الدورة الخامسة عشرة وانتهى اللقاء بالتعادل، أما الدورة بالمغرب سنة 1980 إلتقيا كلا المنتخبين في الدور الأول وفاز المغاربة على الخضر بهدف واحد، لكن رفقاء الأسطورة بلومي لخضر فازوا على رفقاء بادو زاكي بضربات ترجيحية في نصف النهائي. كما كانت هناك أربعة مواجهات خاصة بالتصفيات للبطولة الإفريقية للأمم والأولى كانت لسنة 1970، حيث إنتهت المواجهة الأولى لصالح المنتخب الوطني بملعلب 5 جويلية بنتيجة هدفين مقابل صفر من تسجيل بن تركي ولالماس بقيادة زوبا عبد الحميد. زما المواجهات الخاصة بتصفيات المونديال فكانت الفرصة في مواجهتين، ومثلهما في تصفيات الأولمبياد. فاز المغرب على المنتخب الوطني في 6 مباريات مقابل خمسة إنتصارات للخضر، فيما انتهت مبارتان بالتعادل بين المنتخبين، ورغم التفوّق المغربي الضئيل في عدد الإنتصارات، إلا أن الأفناك متفوقون في عدد الأهداف المسجلة، والتي بلغت 18 هدفا مقابل 15 للمغرب. وتجدر الإشارة أن الفارق في الأهداف احتلته مواجهة الثمانينات عندما فاز المنتخب الجزائري بنتيجة 5 أهداف مقابل هدف واحد بملعب المركب الملكي بالعاصمة الدارالبيضاء. 25 لقاء أخويا بين الجارين وما بين 13 لقاء رسمي و12 ودي، يبلغ مجموع اللقاءات ما بين الجزائر والمنتخب المغربي، قد بلغت 25 لقاء، وذلك منذ 1965 كما عرفت تسجيل 48 هدفا من بينها 25 هدفا للمنتخب الجزائري و23 لصالح المنتخب المغربي، في حين انتصر المغرب في 9 لقاءات، مقابل 7 لقاءات لصالح الخضر، أما التعادل فقد فرض نفسه في تسع مناسبات. وبالتناظر للتكافؤ الكبير الذي تعرفه المواجهات ما بين المنتخبات، فإن كلا المنتخبين متفوّق في المباريات التي تجرى على ملعبه، حيث انتصرت الجزائر خمس مرات على ملعبها، مقابل هزيمة واحدة وثلاثة تعادلات من أصل تسعة لقاءات جمعت المنتخبين بالجزائر. ليتأكد بالملموس مدى التنافسية التي تحظى بها مباريات المغرب والجزائر، وتؤكد لغة الأرقام أن المواجهات تكون عادة حاسمة بين المنتخبين.