عبّرت منظمة الصحة العالمية عن انشغالها العميق إزاء إنتاج واستخدام بعض البلدان لطلاء يحتوي على مادة الرصاص، لكونها مادة تراكمية مسمومة تؤثر على العديد من أجهزة الجسم وتلحق ضررا بالأطفال تحديداً. وتشير التقديرات إلى أن تعرض الأطفال للرصاص يتسبب سنوياً 600 ألف حالة عجز ذهني جديدة بينهم ويتسبب في حوالي 000 143 حالة وفاة سنوياً. الرصاص معدن سام يوجد بشكل طبيعي في القشرة الأرضية، وقد أسفر استخدامه بكثرة عن تلويث البيئة بشكل كبير وعن تعرض الإنسان لأضراره وإحداث مشاكل كبيرة في الصحة العمومية في مناطق كثيرة من المعمورة. ويعتبر إقليم جنوب شرق أكثر الأقاليم تعرضا وتضررا بالأمراض الناجمة عن التعرض للرصاص، إلى جانب إقليمي غرب المحيط الهادئ وشرق المتوسط. ويتوزّع الرصاص في الجسم على الدماغ والكبد والكليتين والعظام ويُخزّن في الأسنان والعظام، حيث يتراكم مع مرور الوقت. وعادة ما يكشف تعرّض الإنسان للرصاص عن طريق قياس مستوى الرصاص في الدم. كما يمكن أن نجد الطلاء المشبّع بمادة الرّصاص السّامة في جدران المنزل والأسطح الداخلية الأخرى والأثاث وفي الأدوات المدرسية، كالعجينة التي يصنع منها الأطفال قوالبا وكذا في لعب الأطفال الأخرى كالدمى وفي مختلف وسائل الديكور، حيث يتسبب لعق واستنشاق الأطفال الصغار لذرات و رقائق غبار الرصاص المتحللة في تسهيل امتصاص اجسامهم لهذه المادة السامة بسهولة. لذا تناشد منظمة الصحة العالمية، ومعها هيئة الأممالمتحدة، كافة الحكومات بضرورة الوقف الفوري لإنتاج واستعمال الدهون المشبّعة بمادة الرصاص السامة حفاظا على الصحة العامة. وبمناسبة الأسبوع الدّولي للوقاية من التسمّم بمادة الرّصاص الذي يمتد هذه السنة من 20 إلى 26 أكتوبر 2013، تحت شعار ”التخلّص من الرصاص في الدهانات”، اختارت المنظّمة تسليط الضوء على الدّور الذي تلعبه الحكومات في حماية صحّة العمّال والأطفال والنّساء في سن الانجاب، من خلال نشاطات توعوية ترمي إلى القضاء على الدهانات الزخرفية التي تحتوي على مادّة الرّصاص وتوفير المعلومات التي من شأنها رفع مستوى الوعي الصحي لدى العامة بخصوص امكانية دهن المنازل بطلاء قد يحتوي على مادة الرصاص السامّة وتعويضه ببدائل أكثر أمنا.