أقدم، أمس، سكان حي بوذرع صالح (لاسيتي) بقسنطينة على قطع الطريق الوطني الرابط بين عاصمة الشرق وعنابة، ما سبب متاعب كبيرة للمواطنين وأصحاب المركبات على السواء، حيث عاشوا جحيما حقيقيا وازدحاما مروريا مملا، ويكفي أن طوابير السيارات والشاحنات والحافلات امتد على طول حوالي 4 كيلومترات من الحي المذكور إلى غاية مدخل بلدية حامة بوزيان. وسارع المنتفضون منذ الساعات الأولى من صباح أمس، إلى غلق الطريق الحيوي مستعملين العجلات المطاطية المشتعلة وجذوع الأشجار، مانعين أيا كان من العبور، ما جعل الكثير يلجأ إلى العودة عبر منفذ حي بن الشرقي للالتحاق بطريق الكورنيش. وحسب ما أفادنا به عدد من السكان المحتجين، فإن سبب قطع الطريق يعود إلى عدم اكتراث مسؤولي بلدية قسنطينة بوضعيتهم، خاصة وأن جل المقيمين في الحي تم ترحيلهم إلى سكنات جديدة بعلي منجلي، مؤكدين أنهم لن يسكتوا هذه المرة وسيعاودون حركتهم احتجاجية إلى غاية تلبية مطلبهم الرئيسي المتمثل في ترحيلهم كباقي المقيمين بالناحية، ومعلوم أن سكان حي بوكرو القصديري الواقع بالقرب من بودرع صالح كانوا قد قطعوا بداية الأسبوع الطريق نفسه للمطالبة بترحيلهم إلى سكنات جديدة. وبميلة قام، أمس، العشرات من سكان بلدية تسالة الواقعة على بعد 40 كم من عاصمة الولاية، بقطع الطريق الوطني رقم 105 الرابط بين ولايتي ميلة وجيجل، بالعجلات المشتعلة والمتاريس والحجارة وأغصان الأشجار، احتجاجا على التهميش و الأوضاع الكارثية التي يعيشونها مند مدة طويلة، خصوصا معاناتهم مع العطش رغم أن المنطقة معروفة بتوفرها على موارد مائية جوفية ذات نوعية ممتازة. ولجأت البلدية إلى تزويدهم بهذه المادة الحيوية عن طريق الصهاريج، وهو ما لا يعتبر حلا بالنسبة للسكان، الذين يطالبون بحلول أخرى أكثر نجاعة، كما يطالبون بتطبيق الشفافية والعدل في توزيع استفادات السكن الريفي، حيث قالوا إنها توزع بناء على الانتماء الحزبي. للإشارة، فقد قام سكان مشتة ”بوعربية” التابعة للبلدية نفسها، في وقت سابق، بقطع الطريق ذاته للمطالبة بالماء الشروب، وتعبيد الطريق، وفتح قاعة العلاج، وتخصيص ملعب للشباب. ومن جهته، اعتبر مير تسالة أن الأحداث التي تعرفها البلدية ناجمة عن تصفية حسابات سياسية مع أشخاص يريدون ضرب استقرار هذه البلدية، على حد قوله.