شكل الاغتراب ممثلا في عناصره الثلاثة المنفى، الهجرة واللجوء، موضوع ندوة ضمت الروائي الكويتي الشاب سعود السنعوسي والكاتبة اللبنانية سوزان الكنز، أكدّا خلالها أنّ عقدة الابتعاد عن الوطن وتصور الاغتراب في الوطن نفسه، واللااعتراف الذي يقابل به من طرف المجتمع الذي يتواجد فيه يجعله يكتب ليثبت وجوده ويعترف به بعيدا عن التأسيس لمواطنة جديدة. أكدّ ضيفا الجزائر بأنّ الأدب لا يستطيع التأسيس لمواطنة جديدة، لأنّها وهمية ومليئة بالحلم، لأنّ الواقع يقول العكس، سوى أنّه يساهم بشكل ما في تحليل وتصوير ما يحدث في المجتمعات ولا ينشئ مجتمعات جديدة. وقالت الكاتبة اللبنانية سوزان الكنز في الندوة التي نشطت أول أمس، بفضاء الآداب، ضمن ندوات صالون سيلا في طبعته ال18، بأنّ الغربة أو الاغتراب عامل مشترك عند المنفي، اللاجئ أو المهاجر، الذين تركوا بلدانهم الأصلية إجبارا لسبب عسكري أو سياسي أو نتيجة ظرف معين، وأنّ حالة الاغتراب ترتبط بالكتابة الأدبية التي يحاول من خلالها هؤلاء التعبير عن ذاتهم وظروفهم ووضعهم. مؤكدة أنهم يلجأون إليها لأنّهم يعانون من المشاكل نفسها سواء اجتماعية أو نفسية ناتجة عن ألم الابتعاد عن الوطن والتعايش مع مجتمع جديد وصفته بالمستقبل فاتح اللون، نظرا لصعوبة تعايشهم معه. ويرى الروائي الشاب الكويتي سعود السنعوسي الذي روى تجربة المنفى واللجوء والهجرة في روايته ”ساق البابمبو”، بأنّ موضوع الاغتراب كبير ولم يجربه، فقط يتصوره ويتخيله من خلال ”البدون” الفئة الأجنبية المتواجدة بالكويت، قائلا: ”ربما لا أفهمه بشكل واسع، لكن أعتقد بأنّ اغتراب المواطن هو بلده، هو اغتراب غير مبرر من خلال فتى عمره 18 سنة لأم فلبينية وأب كويتي. وشخص السنعوسي عبره حالات الغربة من خلال اللغة، الثقافة والدين، واعتبرها عناصر تضاعف من شعوره بالغربة وبشكل عام هي غربة المثقف في مجتمعه المنغلق.