تشهد الكريمات المرطبة والواقية من الشمس والمانعة لظهور التجاعيد والمفتحة، وغيرها من مواد التجميل، انتشارا واسعا لدى النساء. ورغم تحذير المختصين من الاقتناء العشوائي لهذه الكريمات المقلدة والمضرة بالصحة، غير أنهن تتجاهلن تلك التعليمات وتخاطرن بحياتهن في الغالب. يلعب إغراء السعر ووفرة المنتوج والومضات الإشهارية دورا كبيرا في دفع كثير من النساء إلى اقتناء مواد التجميل المقلدة للماركات الأصلية. فأمام ذلك الكم الهائل من المواد المعروضة التي من المفروض أنها تعالج بعض مشاكل البشرة، على غرار الجفاف، التجاعيد، والبقع، تجد النساء أنفسهن أمام خيار صعب بين اقتناء المنتج الأصلي الذي يفي بالغرض المنشود، ومن جهة أخرى يلعب السعر دورا هاما في العملية، حيث تقوم الكثيرات باختيار الأرخص على حساب الجودة والنوعية. وفي ذات السياق يحذر الدكتور شهاب من خطورة الأمر الذي اعتبره مضرا جدا بالصحة، وأوضح أن المبلغ المالي الذي توفره النساء عامة باقتناء الماركات المقلدة، من الممكن أن يتضاعف من خلال نفقات علاج الأمراض الناجمة عن هذه المواد. مواد مسرطنة تحتويها الكريمات المقلدة حذر الدكتور شهاب، المختص في أمراض الجلد، من الاستعمال العشوائي لكريمات التفتيح وغيرها، لاسيما المعروضة منها على طاولات الباعة الفوضويين تحت أشعة الشمس، هذه الأخيرة التي تلعب دورا كبيرا في تغيير مفعول المادة وتشوه تركيبها لدرجة تحولها إلى مادة مسرطنة، حسبما أكده محدثنا. وأضاف في سياق متصل أن الكثير من الباعة غير القانونيين يستغلون رغبة السيدات في اقتناء مواد التجميل لعرض منتجات أغلبها منتهية الصلاحية، والباقي يفقد صلاحيته تحت تأثير ظروف البيع المتعلقة بالحرارة المرتفعة خاصة، وكثيرا ما يتحايل هؤلاء ببيع هذه المواد داخل علب لا تحتوي على اسم المصنع وبلد المنشأ وفي كثير من الحالات تاريخ نهاية الصلاحية، ما يشكل خطرا حقيقيا على صحة المريض، مشيرا إلى أن هذه الكريمات تحتوي على عناصر مسرطنة على غرار الهيدروكينون وكذا بيروكسيد الهيدروجين، حيث يشير محدثنا إلى أنهما مادتين رغم خطورتهما على البشرة وتسببهما في الكثير من المضاعفات الصحية، إلا أن الكثير من المخابر التي تعمل بطريقة غير قانونية لا تزال تستعملها في تصنيع هذه الكريمات. البائع والزبون يجهلون المصدر تتصدر كريمات تفتيح البشرة والكريمات المانعة لظهور علامات تقدم السن قائمة طلبات النساء والفتيات لدى بائعي مواد التجميل، هؤلاء الذين أكدوا في حديث ل”الفجر” أن نساء يتهافتن بشكل كبير على هذه المنتجات ملحات في اختيارهن على الماركات العالمية، والتي يقول هؤلاء أن المستورد بحد ذاته لا يمكنه تحري إن كانت مقلدة أو أصلية. وفي سياق متصل يقول علي بوراوي، أحد باعة الجملة بساحة الشهداء في العاصمة، أن الكثير من الزبونات تشتكين من عدم مطابقة الكريمات لمقاييس الجودة التي عهدوها فيما سبق، مشيرا إلى أن الكريمات التي يقتنونها عن طريق ”الكابة” هي الأعلى جودة والأحسن تأثيرا، مشيرا إلى أن الأغلبية الأخرى خاضعة للتقليد، خاصة تلك المستوردة من البلدان الآسيوية على غرار الخليج والصين. أما الباعة الفوضويون فيجهلون تماما الجهة التي تصنع هذه الكريمات، ولا يبالي أغلب زبائنهم في تحري ذلك، ما يسبب للعديد منهم مضاعفات صحية خطيرة.