لم يتفاجأ رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، بالمبايعة التي أعلنها الأفالان للرئيس للتقدم لعهدة رابعة، وأشار إلى أن ذلك لم يؤثر على القرارات السياسية للحركة، التي أكد أنها لا تزال تراقب الوضع وتوسع المشاورات لاتخاذ الموقف المناسب بشأن هذا الموعد الانتخابي، وهذا بمناسبة استضافته للشيخ محمد الحسن ولد الدبدو، الذي دعا إلى فتح الحدود بين الجزائر والمغرب لإقامة مشروع اتحاد المغاربي. رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، لم يعر أهمية كبيرة لدعوات التربيع، وكأنه كان على دراية مسبقة بحدوث هذا الأمر، واكتفى بالقول إن المهم بالنسبة للحركة هو نزاهة الانتخابات القادمة وضمانات عدم مصادرة أصوات الناخبين، وواصل أن الأحزاب التي ينسق معها متمسكة بشروط نجاح التغيير، بداية بسحب السلطة التنظيمية للانتخابات من وزارة الداخلية والجماعات المحلية وتسليمها للجنة مستقلة ومحايدة، مع تسليم جميع المشاركين في الاستحقاقات، أي المترشحين، نسخة من القوائم الانتخابية. وأضاف أمس، مقري، وهو يرد على أسئلة الصحافة بمناسبة استقباله للشيخ محمد الحسن ولد الدبدو، أن حصيلة رئيس الجمهورية خلال 15 سنة، ”ضئيلة وغير مشجعة بشكل يجعل الرأي العام يتقبل فكرة الولاية الرابعة”، واستدل في هذا المقام بالقول إن إنفاق 600 مليار دولار خلال الفترة المشار إليها لم يعط نتائج إيجابية، خاصة اقتصاديا حيث ظلت نسبة نموه تراوح 3.4 بالمائة وهي الأقل في المنطقة، وعلق على الدعوات الخاصة بالتعجيل بتعديل الدستور قبل الرئاسيات، بأن ذلك مرفوض، مشيرا إلى أن الذين يدعون لعهدة رابعة يبحثون عن الظفر بمنصب نائب الرئيس، و”لا يمثلون الجزائريين حتى يتلاعبوا بمصير أمة بأكملها من أجل أطماع شخصية بعيدة تماما عن خدمة الوطن”. أما بالنسبة لاستقدام رئيس الجمهورية لأطفال أشقائه خلال استقباله للممثل الأممي المكلف بالملف السوري، الأخضر الإبراهيمي، فتحفظ عن التعليق بعد أن صنف اصطحاب الرئيس لأفراد عائلته في خانة الحريات التي يحترمها. أما بالنسبة للحرب الكلامية التي شنها الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، ضد الوزير الأول عبد المالك سلال، فاكتفى رئيس حركة مجتمع السلم بوصفها ب”حرب العائلات”، دون أن يخوض في التفاصيل. رئيس حركة مجتمع السلم، وبعد أن قدم تقييما سلبيا عن التعاون المغاربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، حيث لم يتعد عتبة 2 بالمائة، لخص السبب الرئيس في خضوع الملف برمته لمزاج خمسة حكام بالمنطقة، فضلا عن غياب مناخ ديمقراطي يشجع على بعث التعاون، ومصادرة ساستها لرغبة الشعوب في التعاون والتطور في شكل منسجم ومتكامل، واعتبر أن إرادة الحركة الوطنية المغاربية لم تستطع تحقيق هدف التكامل المغاربي، بسبب النقص في فهم نظرية التكامل الاقتصادي والمصالح المشتركة التي تؤمن بها الدول الأوروبية. من جهته، عبر ضيف حركة مجتمع السلم، الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الدبدو، صراحة عن أن أحد الأسباب الرئيسية في فشل التعاون المغاربي، هو الإبقاء على الحدود مغلقة بين بعض الدول، وقلة الوعى السياسي.