يعرض اليوم بقاعة “سينماتاك” بالعاصمة، لأولّ مرّة في قاعة كبيرة الفيلم الوثائقي “عائد إلى مونلوك” الذي أخرجه المخرج والإعلامي محمد زاوي مقدما خلاله شهادة حيّة وعميقة عن ذاكرة النضال الجزائري ومقاومته للاستعمار الفرنسي وكذا بتمسكه بمبادئ الحرية والاستقلال في هذا العمل. تعود تفاصيل فيلم “العودة إلى مونلوك”، بعد مرور 50 سنة على انتهاء الحرب في الجزائر، إلى ذكريات المناضل ورئيس جمعية المحكوم عليهم بالإعدام إبان الاستعمار الفرنسي، مصطفى بودينة، الذي صرحّ على هامش عرض هذا العمل في فضاء بلاستي بمقر جريدة “الجزائر نيوز”، رمضان الفارط، بأنّ معظم الأعمال الثورية التي أنتجت في إطار خمسينية الاستقلال لم يكن صادقا في نقل حقيقة ما جرى في الثورة، وكان قد أشار المتحدث إلى مواصلة النضال والكفاح باعتبار أن الثورة التحريرية لا تزال مستمرة على حدّ تعبيره من خلال مكافحة كل من يحاول تجاهل الهوية والتاريخ الجزائري ومبادئ الجزائر الشريفة. كما دعا المخرج محمد زاوي خلال العرض الذي حضره جمهور غفير، إلى ضرورة البحث عن الشخصيات التي قاومت الاستعمار ومنها المهجّرة والمحكوم عليها بالإعدام إبان سنوات الاحتلال، والتي لا تزال إلى غاية اليوم مجهولة وغير مهتم بها للتعريف بها، والهدف هو حماية الذاكرة وإنصاف التاريخ الجزائري الذي يعاني من تشويه والزيف الذي مسّ بعض الحقائق، وهو ما أشار إليه أحد المتدخلين قائلاî يجب الاهتمام بالذاكرة حتى لا تعدم مرّتين”. ويروي “عائد إلى مونلوك” في 40 دقيقة قصة المناضل مصطفى بودينة الذي يعود إلى زنزانته بسجن مونلوك رفقة مدير المتحف، حيث يستعيد ذكرياته الأليمة في هذا السجن عن رفاقه الذين حكم عليهم بالإعدام من قبل السلطات الاستعمارية كونهم حملوا السلاح ضد المستعمر الفرنسي، حيث يتضمن مجموعة من الشهادات لرجال سياسة ومحامين مؤرخين ومعتقلين سابقين جزائريين وفرنسيين، والذين عبرّوا عن آرائهم فيما يخص النظام الاستعماري الفرنسي ورفضه الاعتراف بحرب التحرير الوطني. وكذا لضربه عرض الحائط كل القوانين الإنسانية من خلال التعذيب البشع والإعدام. وفي هذا الفيلم يستذكر مصطفى بودينة الذي حكم عليه بالإعدام مرتين خلال ثورة التحرير ماضيه في السجن التجربة اللاإسانية التي عاشها فهو يرجع بالمشاهد سنوات إلى الوراء ليحكي له الخوف الدائم من ذلك الفجر الفاجع الذي يطرق فيه سجانه الباب ليقتاد المحكومين عليهم بالإعدام إلى المقصلة.