ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات المسلحة التي شهدتها أول أمس الجمعة منطقة “غرغور” بالعاصمة الليبية طرابلس إلى 43 قتيلا و461 جريحا حسبما أعلنت عنه وزارة الصحة الليبية أمس السبت. وجاء في بيان للوزارة بأن “43 شخصا قتلوا وأصيب 461 آخرون بعدما أطلق مسلحون النار على المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بخروج كافة الكتائب المسلحة من العاصمة الليبية طرابلس”. كان وزير الصحة الليبي نور الدين دغمان قد أعلن في وقت سابق عن مقتل 31 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 285 آخرين أول أمس الجمعة بطرابلس في اشتباكات عنيفة بين متظاهرين ومسلحين من ميليشيا “كتيبة مصراتة” حيث جاءت المظاهرة احتجاجا على وجود ميليشيات في العاصمة الليبية. واثر هذه المواجهات دعت الحكومة إلى التهدئة مناشدة “جميع الفصائل المسلحة وقف إطلاق النار كي تتمكن الحكومة من اخذ الإجراءات اللازمة لإعادة الهدوء إلى العاصمة”، بحسب ما جاء في بيان تلاه وزير الثقافة حسن الأمين. وقال وزير الصحة نور الدين دغمان في تصريح لقناة ليبيا الأحرار الخاصة مساء الجمعة ان حصيلة المواجهات ارتفعت الى31 قتيلا على الأقل و285 جريحا، مؤكدا أن هذا العدد مرشح للارتفاع. ولم يوضح الوزير عدد الذين قتلوا في إطلاق النار على التظاهرة السلمية التي جرت ضد “كتيبة مصراتة” التي تتخذ من حي غرغور مقرا لها، وعدد أولئك الذين قتلوا في الهجوم على مقر هذه الميليشيا ردا على إطلاق أفرادها النار على التظاهرة. من جهتها نقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (عن مصادر طبية بمستشفى الحوادث أبو سليم بطرابلس أن العديد من الجرحى حالتهم خطيرة وأن أقسام الحوادث ما زالت تستقبل المصابين. ونقلت الوكالة عن وزارة الصحة دعوتها المواطنين للتوجه إلى مستشفيات شارع الزاوية وحوادث أبو سليم للتبرع بالدم بسبب عدد الجرحى الكبير. واندلعت شرارة المواجهات بعد ظهر الجمعة حين اقترب مئات المتظاهرين من مقر هذه الميليشيا المنحدرة من مصراتة (شرق طرابلس) في حي غرغور. وقام عناصر من الميليشيا حينئذ بإطلاق النار في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين. لكن أمام إصرار المتظاهرين، أطلق المسلحون النار عليهم. ومساء الجمعة عمد مسلحون من مليشيات أخرى إلى الانتقام بان هاجموا على متن شاحنات بيك-اب مزودة بمدافع مضادة للطيران مقر ميليشيا مصراته في حي غرغور وهو عبارة عن عدد من الفيلات التي كان يقطن فيها كبار مسؤولي نظام العقيد الراحل معمر القذافي، بحسب ما أفاد شهود عيان. وفي بيان أصدره اثر هذه المواجهات قال رئيس الوزراء علي زيدان ان “التظاهرة كانت سلمية وجرى إطلاق النار عليها لدى دخولها حي غرغور”، متراجعا في ذلك عما كان أعلن قبل قليل من ذلك من أن المواجهات جرت “بين متظاهرين مسلحين ورجال مسلحين”. وأكد السادات البدري رئيس المجلس المحلي لطرابلس أن إطلاق النار على المتظاهرين جرى من داخل مقر ميليشيا مصراتة. وأضاف البدري محذرا “سنعلن الإضراب العام وسندخل في عصيان مدني إلى أن ترحل هذه الميليشيات”. بالمقابل أكد قيادي في ميليشيا مصراتة في تصريح لتلفزيون النبأ الخاص ان المتظاهرين هم من بادروا إلى إطلاق النار على مقر الميليشيا. وكان أئمة مساجد طرابلس دعوا في خطبة الجمعة سكان العاصمة إلى التظاهر ضد الميليشيات وذلك اثر دعوة مماثلة من مفتي الديار الليبية الصادق الغرياني ومن المجلس المحلي للمدينة.