انطلقت، سهرة أمس أول بالجزائر العاصمة، فعاليات الأيام السينمائية بقاعة سينماتك العاصمة، بعرض شريط وثائقي بعنوان ”محمد وياسمينة” لمخرجته الفرنسية ريجين عبادية. يتناول هذا الشريط الجزائري الفرنسي على مدى 63 دقيقة المسار الشخصي والأدبي للكاتب الجزائري العالمي ياسمينة خضرة. في هذا الوثائقي الذي ساهم في إنتاجه بشير درايس بمساهمة التلفزيون الجزائري وقناتي آرتي وويت 8، عادت المخرجة إلى متابعة خطوات محمد مولسهول، الشهير أدبيا باسم ياسمينا خضرة، مع عالم الكتابة والإبداع منذ نعومة أظافره وهو تلميذ في مدرسة أشبال الثورة التابعة للجيش الوطني الشعبي. فضلت هذه المخرجة والسيناريست ومصورة البلاطو، إعطاء الحرية لكاميراتها لتتجول رفقة ياسمينة خضرة في الفضاءات والأماكن التي أثرت في تكوين شخصيته وصقل موهبته، فعادت به ومعه إلى القندسة مسقط رأسه ومدن أخرى كان له معها علاقة حميمية مثيرة ومصيرية، مثل تلمسان التي رحل إليها ليدخل مدرسة عسكرية وهو في ال 9 من عمره. وحاولت المخرجة استرجاع بعض ذكريات الماضي بصور من الأرشيف مرفقة بتعليق جميل ومعبر مأخوذ من روايات الكاتب. ولعل أجمل ما في الشريط هو ذلك التعليق الذي أظهر جمال وعمق ودقة الوصف عند هذا الكاتب العالمي الذي اقتبست السينما الكثير من رواياته. وإلى جانب المدن التي كان لها تأثير في مسار الكاتب مثل وهران والجزائر، عمدت مخرجة الوثائقي إلى شهادات أقربائه وأساتذته وكذا زملائه في الدراسة في مدارس أشبال الثورة، ومدرسة الضباط في محاولة لإعادة تشكيل محيط الكاتب لاختراق عالمه الخاص. وستتواصل أنشطة هذا المهرجان الذي بادرت بتنظيمه جمعية ”لنا الشاشات” إلى غاية 20 نوفمبر بعرض 35 شريطا بين وثائقي وفيلم قصير، منها 25 فيلما جزائريا و10 أعمال أجنبية. وقد تم اختيار هذا العدد من 80 طلب مشاركة، كما صرح المنظمون، وذلك على أساس تفضيل الأفلام التي لم يسبق أن عرضت بالجزائر مع التركيز على الوثائقي الجزائري، وهو غرض هذا المهرجان. وتنتمي أغلب الأعمال المشتركة إلى البلدان العربية (الأردن ومصر وسوريا وفلسطين ولبنان والعراق وقطر وتونس والمغرب والبحرين ) إلى جانب أفلام من فرنسا والولايات المتحدة و البرازيل وتركيا. وسيتم في ختام التظاهرة تتويج الأعمال الناجحة بناء على قرارات لجنة التحكيم، التي ترأسها المخرجة الجزائرية نادية زواوي المقيمة بكندا.