انطلقت الطبعة الرابعة من فعاليات الأيام السينمائية للجزائر العاصمة مساء امس السبت بقاعة سينماتك العاصمة بعرض شريط وثائقي بعنوان "محمد و ياسمينة " لمخرجته الفرنسية ريجين عبادية . يتناول هذا الشريط الجزائري الفرنسي على مدى 63 دقيقة المسار الشخصي والأدبي للكاتب الجزائري العالمي ياسمينة خضرة . في هذا الوثائقي الذي ساهم في إنتاجه بشير درايس بمساهمة التلفزيون الجزائري و قناتي ارتي و ويت (8) عادت المخرجة إلى متابعة خطوات محمد مولسهول الشهير أدبيا باسم ياسمين خضرة مع عالم الكتابة و الإبداع منذ نعومة أظافره و هو تلميذ في مدرسة أشبال الثورة التابعة للجيش الوطني الشعبي . فضلت هذه المخرجة والسيناريست و مصورة البلاطو إعطاء الحرية لكاميراتها لتتجول رفقة ياسمينة خضرة في الفضاءات و الأماكن التي أثرت في تكوين شخصيته و صقل موهبته فعادت به و معه إلى القندسة مسقط رأسه و مدن أخرى كان له معها علاقة حميمية مثيرة و مصيرية مثل تلمسان التي رحل إليها ليدخل مدرسة عسكرية و هو في ال9 من عمره . وحاولت المخرجة استرجاع بعض ذكريات الماضي بصور من الأرشيف مرفقة بتعليق جميل و معبر مأخوذ من روايات الكاتب . ولعل ان أجمل ما في الشريط هو ذلك التعليق الذي اظهر جمال و عمق و دقة الوصف عند هذا الكاتب العالمي الذي اقتبست السينما الكثير من رواياته و إلى جانب المدن التي كان لها تأثير في مسار الكاتب مثل وهران و الجزائر عمدت مخرجة الوثائقي إلى شهادات أقرباءه و أساتذته و كذا زملاءه في الدراسة في مدارس أشبال الثورة و مدرسة الضباط في محاولة لإعادة تشكيل محيط الكاتب لاختراق عالمه الخاص . كما توغلت كاميرا ريجين في حميمة الأديب عندما أقحمت زوجته التي حمل اسميها (ياسمينة و خضرو) ليستخرج يهما شهادة ميلاد أديب عظيم إلا أن تلك اللقطات التي ظهر فيها الزوجان جنبا لجنب طغى عليها نوع من الحرج و الخجل حيث لم ترق تلك الصورة إلى كلام الكاتب عن حبه و إعجابه بزوجته التي أصبحت من خلال اسمها ملازمة لكل إبداعاته . و ما يعاب على الفيلم أيضا اعتماده على التحقيق على حساب العمل الروائي و الخيالي حيث غاب فيه جانب التشويق . و ستتواصل أنشطة هذا المهرجان الذي بادرت بتنظيمه جمعية " لنا الشاشات "إلى غاية 20 نوفمبر بعرض 35 شريط ما بين وثائقي و فيلم قصير منها 25 فيلم جزائري و 10 أعمال أجنبية. وقد تم اختيار هذا العدد من 80 طلب مشاركة كما صرح المنظمون و ذلك على أساس تفضيل الأفلام التي لم يسبق و أن عرضت بالجزائر مع التركيز على الوثائقي الجزائري وهو غرض هذا المهرجان. وتنتمي اغلب الأعمال المشتركة إلى البلدان العربية ( الأردن و مصر و سوريا و فلسطين و لبنان و العراق و قطر و تونس و المغرب و البحرين )إلى جانب أفلام من فرنسا والولايات المتحدة و البرازيل و تركيا . و سيتم في ختام التظاهرة تتويج الأعمال الناجحة بناء على قرارات لجنة التحكيم التي ترأسها المخرجة الجزائرية نادية زواوي المقيمة بكندا . وسيعرض خلال المهرجان فيلم طويل واحد بعنوان "ساعي البريد" للمخرج مهدي عبد الحق و يعتبر حسب المنظمين تكريم لهذا المخرج الذي بدا مشواره بالشريط القصير وباستعمال الكاميرا سبر 8 مضيفين أن هذا الفيلم الذي أنتجه التلفزيون الجزائري لم ينال حقه من العرض. و كانت جمعية "لنا الشاشات "قد نظمت من 21 الى 25 أكتوبر الماضي ورشة لكتابة السيناريو تحت إشراف الأستاذ فيليب جالادوو وذلك لفائدة سينمائيين شباب و تنوي الجمعية تنظيم ورشة أخرى بعد انتهاء هذه الأيام تحت إشراف السوري غسان عبد الله .