أكد المتدخلون في المؤتمر الخامس عشر للجمعية الوطنية لدراسة داء السكري، الذي افتتحت فعالياته أول أمس بقاعة المحاضرات الكبرى لفندق شيراتون بالعاصمة، أن هذا الداء يبقى من أهم التحديات في السنوات القادمة، نظرا للعدد المتزايد من المصابين بداء السكري، وأيضاً لخطورة المضاعفات والكلفة الهامة التي تتحملها العائلة من جهة وميزانية الدولة من جهة أخرى، والتي تفوق 250 مليون دولار سنويا والتي تتطلب تكفلها سريعا ومنظما وعلميا بهذا المرض. وفي دراسة عالمية شارك فيها الجزائريون، كشف فيها البروفيسور مالك أن أكثر من ثلث أرباع الأطباء يفضلون تأخير وصف الأدوية عند المرضى، مفضلين خاصة اللجوء إلى الحمية وممارسة الرياضة، وهو ما اعتبرها نوعا من التأخر في التكفل بهؤلاء المرضى، ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة يصعب التحكم فيها مستقبلا. كما تطرق إلى كون ثلث المصابين، أي ما يعادل 300 ألف مريض بالسكري يصابون بالإنهيارات العصبية الخطيرة وعدم اقتناعهم بمرضهم وحتى عائلتهم. والأدهى من ذلك - يضيف البروفيسور مالك - أن هناك أطباء عامين ومختصين مصابين بالسكري ولا يعترفون بمرضهم لأنفسهم ًولعائلتهم، وهناك من توفي بمضاعفاته، وهو ما يطرح مشكلا كبيرا في المجتمع وتعامله مع هدا الداء. كما أكد على الدور الفعال للنفسانيين وكذا التكوين المتواصل للأطباء، لاسيما في كيفية تدريب المريض على متابعة نفسه أوالعلاج الذاتي. فيما كشفت الدكتورة ندير جميلة، من وزارة الصحة والسكان، عن خلاصة حملة تقصي المضاعفات عند مرضى السكري التي باشرتها الوزارة عبر ست ولايات، أن معدل الهيموغلوبين السكري هو في حدود 09 بالمائة، وهو ما يجعل المريض في الجزائر عرضة للإصابة بالمضاعفات، مؤكدة أن مرض إعتلال الشبكية يمس 28بالمائة من المرضى وأزيد من مليون مصاب بالسكري يتابعون علاجهم لدى أطباء خواص، مايؤثر سلبا على المتابعة الدقيقة للمرضى. كما تطرق المتدخلون إلى داء السكري عند الشبان الذي يكتسي أهمية كبيرة في الصحة العمومية، خاصة عند الطفل، الذي يستدعى المتابعة المتواصلة بين المختصين في السكري وطب الأطفال، وهو ما أشارت إليه رئيسة الجمعية البروفيسور عمروش.. والتي أكدت أن هذا المؤتمر الذي سيدوم إلى غاية 24 نوفمبر الجاري، عرف مشاركة أزيد من 600 طبيب عام ومختص من مختلف ولايات الوطن، إضافة إلى ستة أساتذة في الطب من خارج الوطن، والذين سيتباحثون الطرق الكفيلة والفعالة التكلف بمريض السكري وفقا لآخر تطورات الطب. وعلى هامش المؤتمر تم تنظيم عشرات المعارض لأهم المنتوجات الصيدلانية الموجهة لعلاج هذه الفئة لمختلف المخابر العالمية المتواجدة بالجزائر.