أكدت البروفيسور نادية فلاح، رئيسة وحدة محاربة الألم بمركز بيار وماري كوري لمكافحة داء السرطان بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، أن الآلام المترتبة عن معاناة المصاب بمرض مزمن كداء السكري مثلا والمترتبة عن الاعتلال العصبي، تولّد لديه عجزا جسميا، كما يحرم من النوم لأيام وليالي متواصلة، وهو ما يتسبب في انهيار عصبي حاد عنده. جاء ذلك خلال فعاليات الملتقى الدولي الذي نظّمته، مؤخرا، مخابر ”فايزر الجزائر”، والذي حمل شعار ”الوجه الخفي لمرض السكري”، ومن أوجهه الخفية الآلام التي تصاحب المضاعفات الثانوية للمرض والمترتبة عن الاعتلال العصبي، والتي أكد الدكتور سمير عويش، اختصاصي في أمراض السكري بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أنها تمس 22 بالمائة من مرضى السكري بالجزائر، حيث جاء ذلك في إطار دراسة عرضها المتحدّث، شملت 400 شخص مصابين بداء السكري تابعوا علاجهم بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالقبة، أثبتت أن ثلث المصابين، أي ما يمثل 34 بالمائة، يعانون من اضطرابات في استقرار نسبة السكر بالدم، و45 بالمائة منهم عانوا من الداء لمدة أكثر من 10 سنوات. كما أشارت الدراسة ذاتها إلى معاناة المصابين بالسكري من أمراض ثقيلة أخرى، مثل داء ارتفاع الضغط الشرياني، حيث سُجّل إصابة 54 بالمائة من المرضى به، إلى جانب معاناتهم من السمنة التي سُجّلت لدى 60 بالمائة من المرضى، خاصة على مستوى منطقة الكرش، والتي مسّت 85 بالمائة من النساء المصابات، مقابل 66 بالمائة من الرجال. و يظهر أن معاناة مريض السكري من الاعتلال العصبي، وما ينجر عنه من آلام حادة تقف عند المريض، وربما عائلته التي تشاركه معاناته فقط، حيث أثبتت نتائج الدراسة الميدانية أن 35 بالمائة من المرضى لم يعبّروا عن آلامهم لأطبائهم المعالجين. يحدث هذا في الوقت الذي ثبت أن 56 بالمائة من الأطباء لا يعالجون تلك الآلام، رغم شكاوى نسبة معتبرة من المرضى.