قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والدول الكبرى سيجعل من الصعب على طهران الاندفاع نحو صنع سلاح نووي، وسيجعل إسرائيل وحلفاء أمريكا الآخرين أكثر أمنا، وبموجب هذا الإتفاق تقول واشنطن، أن إيران ستحصل على مليارات الدولارات من عائدات بيع كميات محدودة من النفط والبتروكيماويات والتجارة في الذهب والمعادن النفيسة الأخرى. اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اتفاق جنيف النووي مع إيران، الذي توصلت إليه صباح أمس، الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولاياتالمتحدة)، إضافة إلى ألمانيا، خطأ تاريخي لأن تل أبيب ترى في ذلك تهديدا لأمنها القومي، خاصة وأن إيران مصرة على تخصيب اليورانيوم، معتبرة ذلك خطا أحمر لا يمكن حرمانها منه لتحقيق أغراضها السلمية، إضافة إلى تهديد إيران على لسان رئيسها السابق إزالتها من الوجود. وبهذا الاتفاق، تزول الأزمة التي استمرت لعدة عقود وبغلق الطريق باتجاه احتمال تصنيع إيران قنبلة نووية، حسب أوباما، ويتيح تخفيض العقوبات على الجمهورية الإسلامية ببيعها للنفط في مستوى منخفض كخطوة أولى تحسبا للتوصل إلى حلّ شامل، وهدد باراك أوباما في حالة عدم إلتزام إيران بتعهداتها خلال فترة ستة أشهر، بتوقيف تخفيف العقوبات عنها وتزيد من الضغوطات ما يدخلها في حالة من العزلة الدولية مع إتاحتها الفرصة لتطوير برنامج نووي سلمي. وتعهد أوباما بعدم فرض مزيدا من العقوبات على إيران بعدما أتمت الاتفاق الأولي مع القوى الكبرى، مقرّا بأن هناك تحديات كبرى أمام المحادثات المستقبلية بشأن إتفاق شامل مع إيران. ووفقا للبيت الأبيض، فإن إيران تعهدت بتوقيف تخصيب اليورانيوم فوق نسبة 5٪ وتحييد مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20٪. من جهته، أشاد روحاني بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين بلاده والغرب، قائلا أن تصويت الشعب لصالح الاعتدال والإلتزام البنّاء والجهود الحثيثة لفرق المفاوضين ستفتح آفاقا جديدة. ورحب بان كي مون من جهته، بالاتفاق الأولي حول ملف إيران النووي، وهنّأ المفاوضين، أما لافروف فقد اعتبرها صعبة وطويلة. هذا وقد رحّبت المجموعة الدولية بالإتفاق النووي الإيراني الذي توّج مفاوضات شاقة وحاسمة في جنيف، واعتبرته طريقا لصون السّلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ومقابل التذمّر والتخوف الذي تبديه إسرائيل، فإن إيران بدأت تقطف ثمار الاتفاق، إذ كشف الرئيس السابق لغرفة التجارة الإيرانية، علي نقي خاموشي، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، أفرجت صباح أمس، عن 8 مليارات دولار من الأرصدة الإيرانية المجمّدة من جانبها. كما أوردت مصادر أن الجمهورية الإسلامية ستحصل على 2ر4 مليار من التبادل التجاري الخارجي.