علمت ”الفجر” من مصادر رفيعة المستوى أن فرنسا طلبت من الجزائر مؤخرا، مشاركتها في دور عسكري بليبيا تحت مظلة مكافحة الجماعات الإرهابية المسلحة، وهو نفس الطلب التي تقدمت به الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ شهرين. ويأتي رفض الجزائر التي تخوض حربا على الإرهاب بالساحل الإفريقي، التزاما بمبادئها في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. تسعى فرنسا التي تحتضن اليوم قمة الإليزي للسلام والأمن في إفريقيا، إلى المحافظة على ريادتها بالقارة السمراء على جميع الأصعدة، الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية، حيث لا تزال باريس تنظر إلى مستعمراتها القديمة بإفريقيا على أنها مقاطعات تابعة لها، ومن هذا المنظور تكون السلطات الفرنسية التي تواجه منافسة شديدة بينها وباقي الدول الكبرى للهيمنة على إفريقيا، قد تقدمت بطلب إلى السلطات الجزائرية، لإيجاد آلية مشتركة للتنسيق الأمني لمكافحة الإرهاب في ليبيا التي تعرف وضعا متدهورا منذ سقوط نظام العقيد امعمر القذافي، ويشير الطلب إلى رغبة فرنسا في تدخل عسكري آخر بشمال إفريقيا وبالضبط ليبيا، بتزكية من الجزائر التي ترفض مثل هذه المبادرات احتراما لسيادة الشعوب وتطبيقا لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وكان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمارة، التقى أمس، وزير الشؤون الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عشية قمة فرنسا للسلام والأمن في إفريقيا.