من المرجح أن يواجه المجمع الطاقوي الجزائري “سوناطراك” عدة صعوبات خلال السنوات القليلة المقبلة، بسبب تراجع أسعار المحروقات وكذا انخفاض الطلب الخارجي على المحروقات الجزائرية خاصة الغاز، في مقابل الارتفاع المستمر للطلب الداخلي، حيث تفكر الحكومة بصورة جدية في استغلال الغاز الصخري الذي ترى أنه الحل الأنسب للخروج من الأزمة، في حين استبعدت وكالة الطاقة الدولية أن تتمكن الجزائر من استغلال الاحتياطي الهام الذي تتوفر عليه من الغاز والنفط الصخريين، مبررة ذلك أن الجزائر تفتقر للخبرة والتكنولوجيا في هذا المجال، واستغلالهما يكلف ملايير الدولارات. استبعدت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير حول تطور السوق النفطية على المدى المتوسط عرض على هامش القمة الدولية “بلاتس”، احتمال تطور سريع للنشاطات الاستكشافية للبترول الشيست خارج أمريكا الشمالية لاسيما وأن تطور التكنولوجيات المتقدمة ستسمح برفع الإنتاج بالحقول التقليدية، وقالت ذات الوكالة أن السوق العالمية للنفط ستشهد توترا بسبب ارتفاع العرض الأمريكي الذي من المرتقب أن يبلغ 4 مليون برميل يوميا إلى غاية سنة 2018، ويرتقب التقرير نموا في الإنتاج النفطي في قارة أمريكا الشمالية ب3.9 مليون برميل/اليوم ما بين 2012 و2018. وأكدت الوكالة أن هذا الوضع سيفضي إلى انخفاض الأسعار إلى أقل من مستواها الحالي المقدر ب111.7 دولار للبرميل، ما سيؤثر سلبا على الاقتصاد الجزائري الذي يعتمد بصورة شبه كلية على عائدات المحروقات التي تغطي 98 بالمائة من مداخيل الخزينة العمومية، وفي ذات الصدد، توقع الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول في مراسلة تلقت “الفجر” نسخة منها أن يسجل الطلب الداخلي على الغاز في آفاق سنة 2020 حوالي 75 مليار متر مكعب، وهو ما يفوق القيمة الإجمالية المصدرة سنة 2012، فضلا عن العوامل الخارجية المرتبطة بالأزمة العالمية والتي جعلت العديد من الدول تراجع حجم وارداتها من الجزائر، مشيرا إلى أن سوناطراك تواجه صعوبات في تصدير 60 مليار متر مكعب، مشيرا إلى أنه رقم ضعيف بالمقارنة مع حجم الصادرات في سنوات 2007 و2008، في مقابل تتوقع وزارة الطاقة والمناجم بأن الجزائر سترفع صادراتها في 2017 حوالي 85 مليار متر مكعب من الغاز بالإضافة ل70 إلى 75 من الاستهلاك الداخلي، وعليه فإن الجزائر مطالبة في بإنتاج ما لا يقل عن 160 مليار متر مكعب، تحت ضغط الحفاظ على التوازن. ومن جهة أخرى قررت الحكومة الاسبانية حسب ما أوردته لشركة الاسبانية للغاز “ايناغاز” أن تخفض اعتمادها على الغاز الجزائري بنسبة 8 بالمائة خلال سنة 2014، حيث استوردت ما نسبته 51 بالمائة من احتياجاتها من الغاز الجزائري سنة 2013 ضاربة بذلك المرسوم الملكي الذي ينص على عدم تجاوز نسبة 50 بالمائة من مورد واحد لكي لا يصبح هناك احتكار عرض الحائط. سارة نوي احتلت المرتبة ال18 عالميا خلال 2013 “سوناطراك” أنتجت 2.19 مليون برميل يوميا من المحروقات أوردت مجلة “فوربس” الأمريكية حول إنتاج أكبر الشركات النفطية خلال سنة 2013 أن شركة سوناطراك الجزائرية أنتجت 2.19 مليون برميل يوميا خلال سنة 2013 من النفط والغاز مشيرة إلى تراجع ترتيبها ب6 مراتب مقارنة بالسنة الفارطة، حيث احتلت المرتبة 18 هذه السنة من بين 20 شركة بسبب تراجع الإنتاج في عام 2013 وكذا انخفاض عمليات التنقيب خلال الفترة الأخيرة، واعتمدت مجلة “فوربس” في تصنيفها على بيانات كل من مجموعة “وود ماكنزي”، حيث تمثل الكميات المذكورة إنتاج النفط والغاز معاً.