أسفرت، أمس، الاشتباكات التي اندلعت بين قوات مكافحة الشغب وسكان البناءات الفوضوية بحي بيقة وديار البركة ببلدية براقي عن إصابة 15 شخصا بجروح، متفاوتة الخطورة تم نقلهم على جناح السرعة إلى مستشفى سليم زميرلي لتلقي العلاج الفوري، فيما استنجدت مصالح الشرطة بعناصر إضافية لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مقر البلدية، بعد أن أقدموا على غلق الطريق المؤدي إلى مركز المدينة باستعمالهم العجلات المطاطية، والمتاريس، والحجارة وإشعال النيران في أغصان الأشجار تعبيرا عن غضبهم إزاء إقصائهم من عمليات الترحيل في وقت غرقت فيه سكناتهم بمياه الأمطار التي أتلفت أثاثهم وجعلتهم يبيتون في العراء ليلة كاملة. تحولت بلدية براقي أمس إلى رماد بعد النيران التي التهمت أغصان الأشجار المتساقطة، واستمرت ساعات طويلة طالب خلالها المتظاهرين بحضور والي العاصمة عبد القادر زوخ من أجل تقديم ضمانات بإدراجهم في عمليات الترحيل المقبلة، كون أن الوضع بسكناتهم بات لا يطاق بالنظر إلى حجم المياه التي غمرت منازلهم وتجاوز علوها مترا ونصف المتر ما تسبب في إغراقها عن آخرها وخروج مئات العائلات إلى الشارع تستنجد بالسلطات. وطالب المحتجون الذين خرجوا إلى الشارع حاملين مشاعل النيران يجوبون الطرقات مرددين شعارات ”أين المير متى نرحل”، ”المياه أغرقت منازلنا” و”كدنا نموت” إعادة النظر في مطالبهم، لأنهم ملوا من أوضاعهم المزرية خاصة في فصل الشتاء، حينما تتعقد حياتهم مع القصدير وأكواخ الصفيح خاصة في ظل تسرب المياه إلى منازلهم وغياب المرافق الضرورية، مهددين بانتفاضة شعبية في حال عدم إدراج حيهم ضمن عملية الترحيل المقبلة. وقام سكان حي ديار البركة المقصون من عملية ترحيل 2010 بنقل احتجاجهم إلى مقر الدائرة التي طوقت بعناصر مكافحة الشغب، تحسبا لانفلات أمني خاصة بعد أن أسفرت الاشتباكات العنيفة بين الشرطة والمحتجين عن إصابة 15 شخصا بجروح بليغة الخطورة. من جهته رئيس بلدية براقي، محاد عمر، قال في رده على مطالب المحتجين أن سكان حي البيقة مدرجون ضمن عملية الترحيل المقبلة، غير أن الشارة الخضراء تعطى من طرف الوالي، مبديا غضبه من ردة فعل المواطنين، قائلا ”أنا غير مبال بما يقومون به لأنني لست المسؤول الوحيد عن الترحيل وإنما العملية تتم بأوامر عليا”.