لازالت عملية توزيع السكنات تحدث الفوضى في عدد من المقاطعات الإدارية بالعاصمة، على غرار الدائرة الإدارية لباب الوادي التي تحولت إلى منطقة ساخنة في ظل غضب السكان من عمليات الترحيل التي وصفوها بغير العادلة لأنها “شملت أناسا لا يملكون حق الاستفادة من سكن في وقت يعاني فيه الآخرون أزمة سكن حادة”. “سئمنا الوعود.. نريد الترحيل”، “نعيش كالجرذان.. أنقذونا”، هي شعارات رددها عدد من سكان الأحياء الفوضوية الذين احتجوا أمام مقر الدائرة الإدارية لباب الوادي، تعبيرا عن رفضهم للوضع المزري الذي يعيشونه منذ سنوات طويلة في القصدير وفي التنقل بين الأهل والأقارب، غير أن هذا “لم يشفع لهم أمام السلطات لتغيير الواقع المأساوي الذي يعانون منه”، وهو الوضع الذي تعاني منه 500 عائلة بحي عمر وهيب ببلدية بولوغين بالعاصمة، حيث أدت عملية توزيع السكنات التي شهدتها العاصمة خلال الأسبوع الماضي إلى خروج العائلات إلى الشارع، تعبيرا عن رفضهم لما أسموه باللاعدل خاصة وأنهم يعانون الأمرين في سكنات دون مستوى العيش، ناهيك عن الوعود التي تحصلوا عليها خلال أوت الماضي من طرف الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لبراقي الذي أكد على ترحيلهم إلى سكنات لائقة، غير أنه مرت عليهم سنة كاملة دون أن يشهدوا التجسيد الفعلي. 4 جرحى في اشتباكات دامية بالقصبة شهدت بلدية القصبة أمس اشتباكات دامية بين عدد من المتظاهرين وعناصر الشرطة التي حاولت احتواء الوضع في الساعات الأولى من انطلاق الاحتجاج، غير أن حالة الغضب التي انتابت المتظاهرين دفعتهم إلى الدخول في حركة احتجاجية طويلة وصلت إلى غاية الرونفالي وأسفرت عن إصابة 4 متظاهرين بجروح متفاوتة الخطورة، غير أن الوضع لم يهدأ إلى ساعات متأخرة من الليل، بسبب إصرار المحتجين الحصول على إجابات لتساؤلاتهم، خاصة فيما يتعلق بمصير 2000 سكن التي قامت بتشييدها منظمة اليونيسكو والمملكة العربية السعودية على اعتبار أن القصبة العتيقة منطقة أثرية يجب الحفاظ عليها من خلال ترحيل العائلات القاطنة فيها إلى سكنات جديدة غير أنها لم تر النور لحد الآن. المحتجون يهدمون سكناتهم ويطالبون بسكنات جديدة ببراقي أقدم سكان حي 2004 مسكن ببلدية براقي بالعاصمة على الاحتجاج بطريقة مغايرة، على اعتبار أن العائلات قامت بعد الثورة التي شهدتها بعض أحياء العاصمة، بتهديم سكناتها الفوضوية ومطالبة رئيس المجلس الشعبي البلدي بترحيلها إلى سكنات لائقة تنتظرها منذ سنوات طويلة، غير أن رئيس البلدية ثار غضبه بعد موجة الاحتجاجات التي شهدتها أحياء بلدية براقي، حيث أكد أنه لم يتحصل على أي قرار بترحيلهم ما يعني انتظار موعد إدراجهم وأي إجراء آخر يعتبر مساس بأمن المنطقة. ... وسكان ديار الباهية يخرجون إلى الشارع وينددون بضيق السكنات الجديدة من جهتها أقدمت العائلات المرحلة من حي الديار الباهية ببلدية المدنية بالعاصمة على تصعيد الاحتجاج من خلال إضرام النيران في العجلات المطاطية والرشق بالحجارة والقارورات الزجاجية، تعبيرا عن رفضها لضيق السكنات الجديدة التي استفادت منها بحي السبالة التي لم يراع فيها عدد أفراد الأسرة الواحدة، ما جعلهم يعيشون نفس الوضع المزري الذي عاشوه في سكنات ديار الباهية المتكونة من غرفتين. وقال السكان لدى اتصالهم ب”الفجر” إن احتجاجهم جاء على خلفية الوعود التي تلقوها من الوالي المنتدب والتي أكد فيها إنهاء أزمة “الضيق” التي يعاني منها سكان ديار الباهية، غير أنهم اصطدموا بالواقع المر الذي يكشف التحايل المتبع في عملية توزيع السكنات. وبين تجاهل مشاكل سكان الأحياء الفوضوية والقصبة العتيقة وعدم رضى المرحلين إلى السكنات الجديدة يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيتمكن المسؤولون من إرضاء المحتجين لوقف الغضب التي تشهده أحياء العاصمة؟