تعيش الفلوجة حالة فوضى عارمة تحت وطأة تبادل إطلاق النار بين مقاتلي العشائر ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش”، الذين اقتحموا المدينة وبسطوا سيطرتهم عليها، فيما يتربص الجيش على مشارف الأنبار استعدادا لهجوم وشيك على الفلوجة في حال فشل أبناء المنطقة في طرد جماعات التنظيم. نفذت قوات من الجيش العراقي عملية عسكرية كبيرة شمالي وجنوبي الرمادي، في انتظار دخول الفلوجة ومواجهة مقاتلي ”داعش” الذين تحاربهم العشائر منذ أيام وتحاول إجبارهم على مغادرة المدينة، التي أضحت شبيهة بمنطقة مهجورة بعد فرار سكانها من الحرب الدائرة هناك، بحثا عن الأمن في جهات أخرى، وفيما يتواصل القتال بين العشائر والمسلحين خيّر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عشائر الفلوجة بين تسليم من وصفهم بالإرهابيين أو مواجهة مسلحة مع قواته، غير أن العشائر رفضت خطته ودعته إلى عدم التدخل، في وقت سمح الجيش لأهالي الفلوجة بالمغادرة ولم يسمح إلا للعشائر المسلحة التي تذهب لقتال ”داعش” بالدخول إلى المدينة، ورغم تحذيرات المالكي من جهة وتهديدات العشائر بحرب شرسة لطرد تلك الجماعات، إلا أن ”داعش” والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة هددت العشائر التي تقاتل ضدها بالثأر والانتقام مما تصفه بالتواطؤ مع حكومة المالكي. وبعد يومين من تأكيد مصدر حكومي أن القوات العراقية تعد لهجوم كبير على المدينة التي يسيطر عليها مقاتلون من ”القاعدة”، استبعد المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري أمس أن تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة في الوقت الراهن حفاظاً على دماء أهاليها، وقال المتحدث العسكري في تصريح ل”فرانس برس” أن الجيش يتريث في التدخل الآن حماية لأرواح من تبقى من السكان، داعيا أهالي الفلوجة لعدم التهاون في إخراج المجرمين من المدينة، مشيراً إلى أن السلطات تتلقى دعما من العشائر والأهالي المجاورة.