استيراد 14 ألف طن من بودرة الحليب شهريا ارتفاع سعر الكيلوغرام الواحد من 350 إلى 520 دج كشفت مصادر مسؤولة من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أن ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته باستثناء سعر الكيس الذي تدعمه الدولة راجع بالأساس إلى ارتفاع سعر بودرة الحليب في الأسواق العالمية، ما أثر على أسعارها وطنيا حيث ارتفع سعر الكلغ من البودرة من 350 إلى 520 دج. نفى مدير مركزي في وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في تصريح ل”الفجر”، على هامش زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال، الأربعاء الماضي، إلى ولاية مستغانم، وجود أي ندرة في بودرة الحليب، تكون السبب وراء ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته، حيث تستورد الدولة سنويا 168 ألف طن بقيمة مالية تصل إلى 8736 مليار سنتيم، بمعدل 14 ألف شهريا. وأكدت المصادر ذاتها في ردها على سؤال ”الفجر”، حول سبب ارتفاع أسعار بعض أنواع الحليب ومشتقاته الأسابيع الأخيرة في الأسواق الجزائرية، أن الأمر راجع في الأساس إلى ارتفاع سعر مادة بودرة الحليب في الأسواق العالمية، ما اثر على أسعارها في السوق الوطنية، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 520 دج، في وقت لم يكن يتجاوز فيه 350دج. وأضافت المصادر نفسها أن أصحاب ”الملبنات” أصحبوا يشترون كميات قليلة منها بسبب ارتفاع أسعارها، لأن الدولة لا تدعم إلا حليب الأكياس، حيث تتحمل دائما الفارق شريطة أن لا يتجاوز سعر الكيس الواحد 25 دج، فهي تبيع البودرة الموجهة إلى حليب الأكياس بنصف سعرها تقريبا، حيث يصل سعر 1 كلغ إلى 150 دج فقط. وبخصوص مشكل تهريب مادة البودرة إلى دول الجوار وتأثيرها على الأسعار، أكد محدثنا أن المشكل موجود فعلا ويمس أغلب المواد التي تدعمها الدولة، وهذا الأمر أصبح يكلف خزينة الدولة كثيرا، لكن ارتفاع الأسعار في هذه المرة لا يتعلق بالتهريب لأن تشديد الرقابة على الحدود بسبب الظروف الأمنية التي تمر بها دول الجوار ساعد على الحد من الظاهرة، والمهربون أصبحوا لا يجازفون إلا بتهريب المواد التي تحقق عائدات مالية كبيرة كالبنزين والسموم البيضاء. فاطمة الزهراء حمادي في انتظار استكمال التحقيق، وزارة التجارة تؤكد: ”ندرة حليب الأكياس بسبب توجيهه إلى تصنيع المشتقات” قالت مصادر من وزارة التجارة إن سبب ندرة الحليب في عدة مناطق من الوطن، خاصة بالعاصمة راجع في الأساس إلى توجيه أكياس الحليب إلى صناعة المشتقات كالأجبان وعلب الياغورت. وكشفت مصادر مسؤولة في وزارة التجارة أن المؤشرات الأولية حول أسباب ندرة الحليب في الأسواق الجزائرية بعد ارتفاع أسعار أنواع الحليب الآخر، التي وصل فيها سعر علبة ”كونديا” مثلا التي كانت لا تتجاوز 75 دج إلى 95 دج، تعود بالأساس إلى توجيه حليب الأكياس الذي تدعمه الدولة وتتحمل فارق ارتفاع سعر بودرة الحليب في الأسواق العالمية إلى تصنيع مشتقات الحليب، ما أثر في الكثير من الأحيان على نوعية المنتجات، وسبب مشكل نقص حاد في الأكياس في عدة ولايات، خاصة الكبرى منها على غرار العاصمة. وأضاف محدثنا أن التحقيق متواصل للوقوف على المشاكل الحقيقية للندرة لاتخاذ التدابير اللازمة.