مسرحية بحرينية تشرّح الواقع السياسي والاجتماعي للشعوب العربية دخلت مسرحية ”عندما صمت عبد الله الحكواتي” البحرينية منافسة فعاليات الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي الذي تجري فعالياته بالشارقة، بالإمارات العربية المتحدة، إلى غاية ال16 من الشهر الجاري، حيث شهد افتتاحه حضور رسمي مثله حاكم الشارقة سلطان القاسمي ووزير الثقافة والشباب نهيان بن مبارك، ووجوه مسرحية عربية من الجزائر، تونس، مصر، سوريا، العراق، السودان وغيرها، وكذا عدد معتبر من عشاق الفن الرابع. المسرحية البحرينية ”عندما صمت عبد الله الحكواتي”، لفرقة الصواري ومخرجها حسين عبد علي خليل، دخلت، أول، أمس، المنافسة حول أفضل عمل مسرحي عربي، إلى جانب مشاركة 8 عروض عربية أخرى على الجائزة، على غرار الجزائر التي تنافس بمسرحية ”الجميلات” للمخرجة صونيا، الأردن ب”ع الخشب”، مصر بمسرحية ”حلم بلاستيك”، وغيرها، إلى جانب خمسة عروض مسرحية خارج المسابقة، حيث قدم عرضها، في المدينة الأثرية، بالشارقة، على الهواء الطلق، بحضور عدد غفير من الجمهور وكذا شخصيات عربية ثقافية ومسرحية. يجسد أدوار المسرحية التي اقتبست من ثلاث روايات، هي رواية ”حكواتي الليل” لرفيق شامي و”أهل البياض” لمبارك ربيع ورواية ”قصة الدرويش الثالث”، من الف ليلة وليلة، كل من عبد الله السعداوي، محمد الصفار، باسل حسين، محمود الصفار وحسين عبد العلي، ومحمد المرزوق، حيث كانت البداية فوق الركح المفتوح على الهواء الطلق مع الحكواتي عبد الله الذي أطلق العنان للسانه، مقدما قصصا غريبة وجنونية تتخللها رسالات عن الواقع والحياة اليومية لأفراد الشعوب العربية، لكن فجأة يصاب بالخرص، وهو الذي يمتهن حرفة الكلام والقصص، ولكي يعود الكلام للحكواتي عليه أن يستلم أربع هدايا فريدة من نوعها قبل نهاية ثلاثة أشهر وإلا لن يتمكن من الكلام، وهنا عمل أصدقاؤه على تقديم مختلف أنواع الهدايا في وقت قصير لم يتبق منه سوى يوم واحد، ووسط شعور أصحاب الحكواتي بعجزهم عن اإقاذه، يبدأ كل واحد منهم بشكل عفوي بقص قصته الخاصة التي لعب الحكواتي دورا في تجاوزها، لتكون هذه القصص بمثابة الهدايا الفريدة التي تعيد للحكواتي لسانه. الأمر لم يتوقف عند هذا الحدّ بل شهد العرض فصلين مهمين في العمل المسرحي، فبعد الحكواتي وقصصه جاءت هناك أطوار أخرى لم تشعر المتفرج أنّه يتابع ويستمع فقط لقصة، من خلال انتقال الأحداث إلى كل فرد في المسرحية وبأدوار مختلفة، تمكنت المسرحية من شدّ انتباهه طوال ساعتين كاملتين. مقدمة بذلك رسائل عن الواقع وحالة المجتمع العربي في يد سلاطينه التي تمتهن في بعض الأحيان فن الكذب للتعبير عن أهدافها، وللسيطرة على الشعوب. وتجدر الإشارة أنّ المهرجان افتتح برسالة اليوم العربيّ للمسرح، تبعه تكريم الشخصية المسرحية العربية المكرمة محمد عبد الله آل علي، مدير عدة دورات من أيّام الشارقة المسرحية، وتتبعه سلسلة تكريمات لوجوه أخرى على غرار الكاتب والإعلامي الجزائري احميدة عياشي، صاحب عدّة كتب منها ”نبي العصيان”، 10 سنوات مع كاتب ياسين الذي يعتبر واحد كن سادة الكلمة والخيال في المسرح العربي. ليطلّ بعده العرض التايواني بعنوان ”الحاسة السابعة”، الذي قدّمه ”مسرح أنارشي الراقص” الذي يمتلك برنامجاً ضوئياً مهماً يساعده على التعبير، ويعرضه بتقنيات حديثة في المسرح من حيث تشكيل المكان، وهو عرض جماهيري تتمازج فيه حاسة الجسد مع الضوء والتكنولوجيا الحديثة.كما يقيم المهرجان المؤتمر الفكري ”المسرح والهويات الثقافية”، بمشاركة باحثين من شتّى الدول، كالفلبين وإندونيسيا وبنغلاديش وغينيا وبريطانيا وإيران، فضلاً عن باحثين عرب أبرزهم الدكتور مخلوف بوكروح الذي يحاضر ضمن مناظرة تجمعه بالمصري علي اسماعيل من مصر حول ”سبيل الريادة لكتابة نص مسرحي”، بالإضافة إلى الجزائري الاخر الأستاذ علي عبدون الذي يتناول موضوع المسرح والهويات الثقافية”، ويوماً مخصّصاً للمسرح الإماراتي، التجارب والهياكل.