تحتضن قاعة، ابن خلدون، بالعاصمة، الجزائر، سهرة الخميس المقبل، حفلا فنيا ينشطه عميد أغنية المالوف الفنان حمدي بناني الملّقب برجل الكمان، لطالما ساهم في إثراء الحفل الفني الجزائري من خلال حضوره المتميز الذي تنوع بين طابع المالوف والحوزي والمحجوز والمدح والزجول. الحفل الذي تنظمه مؤسسة فنون وثقافة، لولاية العاصمة، يندرج ضمن احياء وانعاش الليالي الفنية العاصمية، ويهدف بدرجة أولى لحماية طابع وتراث المالوف من الاندثار والضياع لضمان استمراريته عبر الزمن واستفادة الأجيال منه رغم التطور الحاصل في مجال الموسيقى بمختلف أنواعها. ويعتبر الفنان حمدي بناني أحسن ممثل لأغنية المالوف العنّابي، من مواليد جانفي 1943، بحي سانت أوغستان، ببونة، الاسم القديم لعنابة، ظهرت معالم الفن عليه وعمره لا يتجاوز ال16 سنة، ساهم في اكتشاف صوته خاله الفنان محمد الكورد. سنة 1962، تحصل على جائزة الغناء، الأولى، في إحدى المسابقات الفنية عبر أغنيته الشعيرة ”يا باهي الجمال”، وهي التي فتحت له الأبواب واسعا، بحيث أصبح يجالس كبار الفنانين على غرار الحاج الطاهر الفرقاني، حسان العنابي، عبد المؤمن بن طوبال، وبذلك ذاعت شهرته وبات الجمهور يعشق صوته وطربه مع مطلع عام 1963. يلقب حميد بناني ب”الملاك الأبيض”، نسبة إلى كمانه الأبيض، وساهم بجلب وتقديم الجديد لأغنية المالوف وأكسبه حلّة مغايرة رائعة جذب عبرها الجمهور وعشاق العود الأندلسي المتعطشين لأغانيه مثل ”عدالة يا عدالة”، ”محبوبتي”، ”يا ليلي يا ليلي”، وغيرها من المقطوعات التي اشتهر بها وأداها في المحافل الوطنية والدولية رفقة عديد الأسماء اللامعة في سماء الفن العربي، أبرزهم المطرب وديع الصافي، طاهر غرسة، لطفي بوشناق والفنانة إيزابيل بولاي. وحظي بناني عام 2004، في مساره الفني بتكريم من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.