بناني يتسلّم درع التكريم 2012‏

وقفة عرفان لصاحب الكمان الأبيض

في إطار سلسلة التكريمات التي تقيمها وزارة الثقافة لعمداء الموسيقى الجزائرية، جاء دور الفنان القدير حمدي بناني، حيث ستسلّمه وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي سهرة اليوم بالمسرح الوطني الجزائري «محيي الدين بشطارزي»، «درع التكريم 2012»، عرفانا بإسهامه الكبير في الثقافة الجزائرية والتراث الموسيقي.
سطّرت وزارة الثقافة لتكريم صاحب الكمان الأبيض، برنامجا منوّعا، سيستهل بكلمة ترحيبية لممثل الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ثم يتم عرض فيلم بورتري عن الفنان، وتقديم مداخلة لنصر الدين بغدادي، ومداخلة لعلي بناني، تتخلّلها وصلات غنائية يقدّمها كل من محمد كمال بناني، آمال زان وعبد القادر شاعو. وبعد أن يتم تسليم «درع التكريم 2012» من طرف وزيرة الثقافة، يواصل الفنان حمدي بناني الحفل بتقديم مجموعة من أغانيه الشهيرة، خاصة وأنّ له رصيدا غنيا ومنوّعا يضمّ ما يقارب أربعين ألبوما بين مالوف، حوزي، محجوز، المدح الزجول، بالإضافة إلى بعض الألحان الخفيفة.
يذكر أنّ الفنان تمّ تكريمه سنة 2004 من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وبمناسبة الاحتفال بيوم الفنان سنة 2006 كُرّم من طرف وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، واسمه الحقيقي بناني محمد شريف، ولد في الفاتح جوان سنة 1943 بعنابة، يعود الفضل في اكتشاف موهبته إلى عمه الذي كان عضوا في فرقة المرحوم محمد الكرد، حيث لاحظ في ابن أخيه موهبة الغناء وشغفه الكبير بالموسيقى، فشجّعه ودفعه إلى دراسة الموسيقى لتكون البداية صحيحة وهو ما كان فعلا، حيث بدأ وهو في سن المراهقة بتعلّم الموسيقى ولم يلبث طويلا حتى توّج وهو في السنة السادسة عشر من عمره بالجائزة الأولى للأغنية، في سنة 1963، اكتشف الجمهور العنابي شابا في سن العشرين بعد أن أدى رائعة «يا باهي الجمال»، حيث خطف الإعجاب بطريقة أدائه، فكانت بداية ميلاد نجم في سماء بونة، وبدأت بذلك رحلة حمدي بناني مع الشهرة والنجومية، وكانت له مشاركات في عدّة تظاهرات فنية وطنية ودولية ومثّل الجزائر في الأسابيع الثقافية المنظّمة من طرف وزارة الثقافة عبر العالم، من أهمها المهرجان الدولي الأوّل للموسيقى بالجزائر سنة 1966، المهرجان الدولي الثاني للموسيقى الأندلسية بالجزائر سنة 1967، والمهرجان الدولي الثالث للموسيقى الأندلسية بالجزائر سنة 1968 حيث تحصل على الجائزة الخامسة، وفي سنة 1984، وخلال مهرجان الموسيقى والغناء الكلاسيكي، تحصّل على جائزة الامتياز بسمرقند أمام ممثلي 62 دولة مشاركة. الفنان حمدي بناني لم يكتف بالغناء المنفرد، بل استطاع أن يغني مع كبار الفنانين الجزائريين والعرب وحتى الأجانب، منهم وديع الصافي، أحمد حمزة، طاهر غرسة، زياد غرسة، سلاف، لطفي بوشناق، لطيفة رأفت، مانو ديبانقو، كريم كاسل، جولييت بييتري، إيفس دوتاي، داني بريياند، إيزابيل بولاي وغيرهم...