الأرندي يتمسك بأحقيته في منصب نائب الرئيس ورفض واسع لترشيح بلخادم تتجه الأمور إلى التأزم بين حزبي التحالف الرئاسي بعد عودة الأمين العام السابق للأفالان عبد العزيز بلخادم إلى الواجهة، ومحاولات فرضه ليكون أمينا عاما للأفالان، تمهيدا لتعيينه نائبا للرئيس في التعديل الدستوري القادم إذا ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، أو تقديمه كمرشح السلطة في حال قرر الرئيس التنحي. رفضت قيادات في بيت عبد القادر بن صالح، في تصريح ل”الفجر”، محاولات أطراف في السلطة لم تسمها صراحة، تهميش حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يعتبر أمينه العام الرجل الثاني في الدولة، والحزب ثاني قوة سياسية التف حول برنامج الرئيس بوتفليقة وكان دوما من المدافعين عن سياسياته وانجازاته، واتهمت ذات المصادر، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني ومن استقدمه على بمحاولة تقزيم الأرندي، بالبحث عن تحالفات مجهرية دون أن يكلف نفسه الاتصال بقيادة الحزب لبحث آليات تفعيل التحالف الرئاسي، لمواكبة مستجدات الساحة السياسية بعد مرض الرئيس بوتفليقة، رغم أن العقد المبرم بين الحزبين بعد انسحاب حركة مجتمع السلم، يؤكد على أن التحالف على البرنامج الرئاسي مستمر ما دام بوتفليقة في سدة الحكم. وأكدت ذات المصادر أن سعداني يسعى من خلال مزايداته الأخيرة وخرجاته ”الصبيانية” إلى قطع الطريق أمام الأرندي، والاستحواذ على منصب نائب الرئيس كما وعدوه، وتابعت و”لأن تعديل الدستور أصبح مؤجلا إلى ما بعد الرئاسيات، ولم يكن سعداني في مستوى طموح من يقف وراءه، يحاول الأفالان تفعيل ورقة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم بفرضه على الأمانة العامة”. وكشفت مصادر برلمانية من الأرندي، أن بلخادم يخطط ليكون نائب الرئيس في حال قرر بوتفليقة الترشح لولاية رابعة، أو مرشح السلطة في حال ما قرر بوتفليقة عدم الترشح، مشيرة إلى أن قائد أركان الجيش استقبل فعلا عبد العزيز بلخادم الأيام الأخيرة، وأكدت أن النقاش بين قيادات الحزب وكوادره، وعلى رأسها جناح الأمين العام الأسبق أحمد أويحيى، ترفض رفضا قاطعا تزكية بلخادم في حال قدمته الرئاسة، وستدرس إمكانية تقديم مرشح لها، كما ترفض أن يكون نائبا للرئيس لأن الأرندي أولى بالمنصب. وسألت ”الفجر” ذات المصادر البرلمانية عن تحفظ الحزب بخصوص مسألة العهدة الرابعة مقارنة بالأفالان، فأكدت أن ”موقفها واضح وصريح لكن بعيدا عن المزايدات، ولا يمكن الحديث عن التطبيل لعهدة رابعة والرئيس لم يتحدث عن رغبته في الترشح لحد الساعة، لكن قلناها في مختلف اللقاءات الإعلامية أن الحزب سيكون مع بوتفليقة إذا قرر الترشح”، ولفتت إلى أنه ”يستحيل على بلخادم تحقيق إجماع داخل الطبقة السياسية، وأن مهمته فاشلة قبل أن تبدأ، وأن من سحب حزبه الثقة منه يستحيل أن يمنحه الغير ثقته”، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق ببلخادم أو سعداني لأن اللعبة السياسية أكبر، ومن حاول تقزيم الأرندي هو من أدار ظهره لكل تضحيات الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي أدار بامتياز فترة مرض الرئيس.