يقدّم الأستاذ والمترجم لطفي نية، السبت المقبل، بمعهد اللغات والترجمة بجامعة ليون الفرنسية، قراءة لرواية سمير قسيمي الموسومة ب”يوم رائع للموت”، وهو أولّ عمل جزائري يدخل القائمة الطويلة للبوكر عام 2010، ليتخلل المناسبة تقديم مقاطع من الرواية التي عكف على ترجمتها والتي ستصدر قريبا عن دار نشر فرنسية. يأتي هذا الاحتفاء، بالروائي سمير قسيمي ضمن فعاليات الملتقى الأدبي الذي تنظمه جامعة ليون في الفترة الممتدة من 23 إلى غاية ال25 من الشهر الجاري، تحت عنوان ”أنوار من أماكن أخرى”، خاص بالأدب المكتوب بالفرنسية وباللغات الأخرى منها اللغة العربية، حيث تعرف كل طبعة حضور عديد الوجوه الأدبية العربية والعالمية والشخصيات الفاعلة في مجال الترجمة، إلى جانب مشاركة دور نشر فرنسية تسعى لأن تجذب أسماء كتّاب لامعين وجدد إلى قائمتها التي تضم مؤلفين وكتاب من الحجم الكبير. وفي السياق تعرف هذه الدورة عرض وتقديم أعمال أخرى لروائيين من مختلف دول العالم على يتقدمهم الروائي البوسني نهاد هسانوفيتش، والإسباني دنيال رويتس غارسيا، ماسيميليانو سنتروزا من إيطاليا، بولو تفاراس من البرتغال، وكذا الكاتبة والأديبة السورية مها حسن والتركية كسوك إسكندر. يذكر أنّه سبق لرواية الكاتب الشاب سمير قسيمي ”يوم رائع للموت” التواجد ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية وهي الخطوة التي قال بخصصوها الأديب واسيني لعرج بأن وصول قسيمي للقائمة حلّ عقد الجزائريين من الجائزة العالمية للرواية العربية، وهو بالفعل ما حدث في الدورة اللاحقة للجائزة. رواية ”يوم رائع للموت” تعبر واحدة من أشهر روايات قسيمي على غرار ”هلابيل” و”الحالم” التي دخلت المنافسة هذه السنة إلى جانب عديد الروايات العربية على جائزة الشيخ زايد بالإمارات العربية المتحدة. وتتميز هذه الرواية بفرادة في تركيبتها وحبكتها وأسلوبها وفي لغة السهل الممتنع التي تتمتع بها، وكذا تميزها في طابعها الساخر الذي ينبع من حرقة الرؤية الواقعية لمجتمع مزيف، ولشخصيات تبدو لشدة واقعيتها، متخيلة أو رمزية، فيزيل النص الحدود الواقعة بين المنطق وعدمه، وبين الحدث وتخيّله، ليخرج كمزيج أدبي ذو نكهة خاصة، كما أنه يمحي الخط الذي يُفترض أن يكون متصاعداً للزمن وللتاريخ، فينساب المزيج بمساره المختلف المتعرج أحياناً والمتكرر أحياناً أخرى، والذي يرفض الانصياع لما هو مألوف.