نطقت، أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء وهران، بحكم يقضي بالإعدام في حق المدعو (ع.ت) بعد متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وتشويه جثة وسرقة وحرق منزل، راحت ضحيتها الضحية (م. ز) وابنتها القاصر (م .ن). وكانت التماسات ممثل الحق العام توقيع أقصى العقوبة. حيثيات القضية تعود إلى 05 ماي 2013 في تمام الساعة الواحدة زوالا، أين تلقت مصالح الأمن بعين الترك مكالمة هاتفية من طرف شخص مفادها نشوب حريق بأحد المساكن بشارع ”عين الصافية”، وسط المدينة، فانتقلوا على الفور إلى عين المكان أين اكتشفوا جريمة قتل عمدي راح ضحيتها صاحبة المنزل وابنتها اللتين وجدتا مشوهتين وآثار الضرب على جسديهما. وعند معاينة الجثة من قبل الطبيب الشرعي، تبين أن الضحيتين تعرضتا لاعتداء عنيف وبواسطة آلة حادة، كما تعرضت آلام لعدة ضربات بواسطة ساطور على مستوى الرأس، ليتم من خلالها فتح تحقيق قضائي حول ملابسات القضية التي بدت غامضة في بادئ الأمر. وبعد السماع إلى الشاهدة التي قامت بالاتصال بمصالح الحماية المدنية، والتي تقيم بمسكن الضحية والتي أصرت أنها لم تتفطن إلى أي شيء خلال الليل. وأضافت أن الضحية تعرفت في المدة الأخيرة على شاب عسكري يعمل بالقاعدة البحرية، وكانت على موعد معه في تلك الليلة. وبعد التحقيق مع الجيران ومعارف الضحية لم يتمكنوا إلى التعرف على الجاني. وبعد التحقيق المعمق تم اكتشاف أن هاتف الضحية تم استعماله صبيحة يوم 5 /01/ 2013 على الساعة العاشرة، أي قبل اكتشاف الجريمة من طرف أحد الأشخاص وتبين أنه صاحب طاولة لبيع وشراء الهواتف النقالة اشترى الهاتف من شاب لا يعرفه. وبعد الاتصال بمؤسسة ”موبيليس” تم اكتشاف أن ذلك الرقم المسجل باسم المتهم. وعند توقيف المشتبه فيه ومواجهته بالأدلة الموجودة ضده اعترف بالجريمة، كما أضاف أنه عسكري برتبة ”عريف” و يعمل بالقاعدة البحرية بالمرسى الكبير، وقد تعرف على الضحية وبدأ يتردد عليها بمنزلها. عندها قام المتهم برسم خطة للسطو على أموال الضحية التي كانت تملك فيلا وتقوم بكراء شقق. وبتاريخ 04/ 01/ 2013 اتصل المتهم بالضحية واتفق معها على موعد عشاء، عندها قام بشراء ساطور وقام بإخفائه داخل حقيبته وتوجه إلى منزلها ونام عندها، وفي الصباح استيقظ باكرا وانهال عليها بذلك الساطور دون شفقة رغم صراخها، فتقدمت منه ابنتها لنجدة والدتها فانهال عليها هي الأخرى بضربة بالساطور أصابها على مستوى الجبهة، تم استولى على حلي الضحية الذي كانت تلبسه وهاتفها النقال، ثم أشعل النار بفراشها لطمس آثار الجريمة. ولم ينته عند هذا الحد بل فتح قارورة غاز البوتان لتفجير المنزل ثم غادر المنزل، وفي طريقه رمى أداة الجريمة بسلة المهملات خلف مقر الدائرة. أما خاتمها فباعه بالمدينة الجديدة بمبلغ 20 ألف دج والسلسلة رماها في البحر عندما اكتشف أنها من حديد. وتجدر الإشارة أن المتهم كان عليه ديون من قبل زملائه في الثكنة وخطيبته كانت تدين له بمبلغ 20 مليون.. ليجد الضحية أمامه حتى يسدد الديون التي كانت عليه. لتتم إحالة المتهم على محكمة الجنايات لمحاكمته، وأثناء جلسة المحاكمة أنكر المتهم كل الوقائع والتهم المنسوبة إليه جملا وتفصيلا، لكن الأدلة كانت ثابثة كلها في حقه، لتقضي عليه المحكمة بعد المداولة بالإعدام.