أطلقت أمس، صحيفة ”لوفيغارو” الفرنسية، وصف ”حرب الأعصاب” على تصريحات سعداني النارية ضد جهاز المخابرات، وقالت إن ما يحدث تحول إلى ”صراع معلن” بعد أن ظل خلال أواخر السبعينيات والتسعينيات من القرن الماضي يجري في الكواليس. وأولت الجريدة الفرنسية أهمية قصوى لخرجة الأمين العام للأفالان، قبل نحو شهرين من الانتخابات الرئاسية، وأوضحت أن ”حرب الأعصاب بين رجال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ومدير جهاز الاستخبارات، اللواء محمد مدين المعروف ب”الجنرال توفيق”، تحولت إلى صراع معلن، وعادت إلى تصريح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي شن هجوما عنيفا غير مسبوق في تاريخ الممارسة السياسية في البلاد، على الجنرال محمد مدين، محملا إياه مسؤولية أخطر الأحداث التي وقعت في الجزائر، ومنها عدم قدرته على تأمين الرئيس المغتال محمد بوضياف، وكذلك الرئيس بوتفليقة في محاولة اغتياله الفاشلة قبل سنوات بمدينة باتنة، وتطرقه إلى ملفي تيبحيرين وتيڤنتورين”، وأضافت أن ”وجود عناصر من مديرية الأمن الداخلي التابعة لجهاز المخابرات في جميع المؤسسات، يعطي انطباعا بأن السلطة في الجزائر ليست مدنية”. وأشارت الصحيفة إلى أن ”الصحف الجزائرية تساءلت حول المناورة الجديدة من جانب رجال السلطة والتي تهدف إلى إضعاف رجل الاستخبارات القوي الذي يقف في وجه دعاة العهدة الرابعة”، وحاولت الصحيفة إسقاط تصريحات سعداني الذي كان كلامه غير مؤسس، وقالت إن العلاقة بين الرئاسة وجهاز المخابرات، التي ظلت رائعة لفترة طويلة، صارت متدهورة، وذلك منذ فضيحة الفساد الخاصة بشركة سوناطراك، حيث أقدم عقبها مباشرة الرئيس بوتفليقة، على وضع ثلاثة من فروع الاستعلامات تحت السلطة المباشرة للواء أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع. وذكرت ”لوفيغارو” بعلاج عبد العزيز بوتفليقة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر في فرنسا العام الماضي، و”عودته إلى الجزائر وظهوره ثلاث مرات على شاشات التلفزيون دون أن يحرك يده، وذلك خلال التحادث مع رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرو، ورئيس مالي إبراهيم بوبكر كيتا، إذ ظهرت الصور دون صوت”، واختتمت الصحيفة بالتساؤل: ”أمام بوتفليقة، فرصة حتى 4 مارس المقبل لإعلان ترشحه، فهل يفعلها؟”.