أثارت التصريحات الأخيرة لأمين حزب الأفلان عمار سعداني لموقع «كل شيء عن الجزائر» جدلا كبيرا في الأوساط السياسية الإعلامية والشعبية، حيث حمل سعداني في خرجة جريئة جهاز المخابرات الجزائرية وعلى رأسها الجنرال توفيق مسؤولية مآسي الجزائر السياسية ونكباتها. وعمدت أمس مختلف العناوين الناطقة بالعربية والفرنسية على تخصيص الصفحة الأولى لتناول تصريحات سعداني النارية معتبرة إياها إعلانا واضحا عن بداية حملة انتخابية شرسة قد تصل إلى حد التعفن.فمن جهتهاجريدة الوطن تعرضت في ملف كامل إلى تصريحات سعداني بعنوان «الانتخابات الرئاسية المقبلة تحدث انشقاقات لماذا تستهدف مجموعة بوتفليقة الجنرال توفيق؟».وبهذا السؤال اعتبرت الوطن أن تصريحات سعيداني واتهاماته للجنرال توفيق التي تخفي حالة هلع وسط مشجعي العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة تزامنت مع تكذيب وزير الداخلية الطيب بلعيز لمعلومات متداولة عن سحب الرئيس بوتفليقة لاستمارة الترشح. وتناولت الجريدة مجموعة من ردود الأفعال أهمها تصريحات بلعياط رفض جل اتهامات سعداني مؤكدا أنه لا يخضع لأي أوامر من جهته توفيق جيلالي رئيس حزب جيل جديد أكد أهمية أن يتحمل سعداني مسؤولية استهدافه لمؤسسات الدولة عبد العزيز رحابي الوزير السابق حمل مسؤولية الوضع للرئيس بوتفليقة أما رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس طالب بضرورة تدخل القضاء في هذا الملف فيما اعتبر رئيس حزب الحركة الاجتماعية والشعبية عبد العزيز مكري أن هناك أياد خفية تحرك سعداني. أما Le soir d'Algérie: فقد تساءلت على صدر صفحتها الأولى «من يحرك سعداني؟» معتبرة أنه لم يسبق لأي رئيس حزب قبل سعداني من اطلاق اتهامات خطيرة مماثلة تستهدف الجنرال توفيق وفي المقابل خصّى بلعياط حوارا للجريدة نفى فيه انصياعه لأي أوامر وكذب كل ما جاء في تصريحات سعداني لموقع كل شيء عن الجزائر في حقه. أما Liberté : فقد عنونت مقالها في الصفحة الأولى ب: اتهامات ضد دائرة الاستعلام والأمن سعداني يعيد الملف إلى الطاولة حيث اعتبرت أن تصريحات سعداني و اتهاماته للجنرال توفيق أحدثت زلزالا سياسيا حقيقيا ومست بالعديد من الأسماء ومنها منسق الحزب بلعياط الذي أكد أن مكتب الأفلان سيجتمع لاتخاذ القرارات اللازمة في مثل هاته الأوضاع. و Le Quotidien d'oran: عنونت مقالها ب: اتهامات خطيرة من سعداني للجنرال توفيق واعتبرت أن النيران اشتعلت في أروقة السلطة، والجزائر على مقربة من الانتخابات الرئاسية بأسابيع قليلة. L'est: عنونت تصريحات واتهامات سعداني للجنرال توفيق في صفحتها الأولى ب: «رد سعداني يرمي قنبلته» مؤكدة أن رئاسيات أفريل 2014 لن تكون كسابقاتها بل أن الحرب المعلنة تبدو شرسة معتبرة تصريحات سعداني بالخطيرة والأولى من نوعها في التاريخ السياسي بالجزائر باعتبار أن رئيس الأفلان أحد أهم المدافعين عن العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة وصل إلى حد المطالبة باستقالة الجنرال توفيق. أما جريدة Le Provincial الناطقة بالفرنسية عنونت الموضوع ب:«حرب الأجنحة أو المجموعات تخرج للعلن: حيث أكدت في مقالها أن الجزائر لم تعتد مثل هاته التصريحات التي تضرب بعمق سمعة المؤسسة العسكرية وهي بالتالي دلالة واضحة على حرب دائرة بين الأجنحة في السلطة ستنتهي بتغلب جناح على آخر.فيما نقلت جريدة الخبر: تصريحات بعض الضباط السامين بالمخابرات بعد التصريحات النارية لعمار سعداني والتي إستهدفت الجنرال توفيق إعلانا صريحا عن الحرب وبأن شيئا خطيرا سيحدث قريبا كما أن تصريحات الأمين العام للأفلان بمثابة نهاية العلاقات مع المؤسستين الرئاسية والمخابرات قبل أن تعرج على علاقة الرجلين التي تؤكد عكس تصريحات سعداني حيث أنه من المعروف بأن الجنرال توفيق كان صانع العهدة الثالثة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد أن تخلى عنه رفاقه في المؤسسة العسكرية الذي ساندوا بن فليس.كما اعتبرت الخبر في المقال الذي تصدر الصفحة الأولى تحت عنوان الجنرال توفيق ضد العهدة الرابعة بأن توفيق مستعد للرحيل وهو ما كان قد روج في المدة الأخيرة بالساحة السياسية بحكم سنة وحالته الصحية. وقد وضعت الجزائر نيوز: وصفت تصريحات سعداني التي أدلى بها في حوار مع الجريدة الإلكترونية «كل شيء عن الجزائر» قنبلة حقيقية شدت انتباه السياسيين.كما علقت الجزائر نيوز بأنه منذ أن جاء سعداني على رأس الأفلان ابتكرت لغة جديدة لم يألفها المراقبون في الحديث عن الصراعات السياسية الخفية على مستوى القمة.وقالت الجريدة في الخبر الذي تصدر الصفحة الأولى تحت عنوان آخر فصل من صراع معلن في القمة سعداني إلى جانب تصريحات أعضاء المكتب السياسي الذين رفضوا التعليق على خرجة الأمين العام مؤكدين بأن سعداني مسؤول عن تصريحاته وليس هكذا تعالج الأمور.أما الشروق فقد علقت على صفحتها الأولى بأن سعداني يقصف الجنرال توفيق بالثقيل و يطالبه بالاستقالة متساءلة إن كانت التصريحات انتصارا أم انتحار كما اعتبرت الشروق بأن جرجة سعداني جريئة جدا لم يسبق لأي سياسي أن وجهها لرجل مهم بالمخابرات كما نقلت الشروق ردود أفعال سياسية أهمها رد فعل بلعياط ورحباني هذا الأخير الذي قال بأن سعداني يتصرف كرجل يغرق بغرق وبالبند العريض طرحت جريدة النهار على صدر صفحتها الأولى سؤالا عن أسباب مهاجمة سعداني للجينرال توفيق التي أكدت ذات الجريدة بأن تصريحاته لم تكن لا باسم بوتفليقة ولا باسم الأفلان كما نقلت النهار تصريحات قوجيل كرد فعل عن تصريحات سعداني و الذي أكد بأنه لا يحق لبلعياط و سعداني خلق صراع وهمي بين بوتفليقة والجنرال توفيق هذا إلى جانب نقل تعليق اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد الذي قال بأن تصريحات سعداني بالمسيئة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة و بأنها تخدم الفرنسيين و دعا سعداني إلى التقدم للعدالة إذا كان شخصا مسؤولا عن كل ما جاء في تصريحاته التي وصفها بالخبيثة .