ارتفع التخوف الأمريكي على مصالحه الاقتصادية في منطقة شمال إفريقيا من ”الاجتياح” الصيني، حيث تعتمد بكين على خطة دعائية ناجحة تستند إلى المساهمة في تحفيز التنمية في إفريقيا، حيث أظهرت الصين مؤخرا رغبتها في الاستثمار في الصحراء الجزائرية للاستفادة من الثروة النفطية التي تتوفر عليها، مقابل ذلك باعت شركات أمريكية أصولها في الجزائر وفضلت الاستثمار في المحروقات غير التقليدية التي تتوفر عليها الولاياتالمتحدة. كشفت السلطات الإحصائية ببكين أن أرباح الشركات الصينية تراجعت ب0.2 في المائة لعام 2013 مقارنة بالعام الذي سبقه حيث ذكرت وكالة الأنباء الصينية أنه تم جمع هذه المعلومات من الشركات الصناعية التي تجاوزت إيراداتها السنوية نحو 3.3 مليون دولار أمريكي. ورغم هذا التراجع إلا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أظهرت في عدة مناسبات تخوفها من المد الصيني، حيث قالت وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون مؤخرا، أن الصين تعد القوة ”الاستعمارية الجديدة” تكتسي طابعا اقتصاديا خاصة في القارة الإفريقية، مشيرة إلى أن المؤشرات واضحة حول الاهتمام الصيني بالقارة السمراء، حيث لم يعد بالإمكان تجاهله، منوّهة إلى أن بكين تعمل بوتيرة عالية على تعزيز نفوذها، وتثبيت أقدام دبلوماسيتها التجارية في إفريقيا. وأوضحت تقارير أمريكية أن الصين تنافس الولاياتالمتحدةالأمريكية على لقب أكبر مُصدر للمنتجات في العالم، مشيرة إلى أن الصين ترى أن الأسواق الإفريقية واعدة من حيث القدرة على الاستهلاك، لاسيما للسلع الخفيفة، وللصناعات المقلدة التي تباع بأسعار متدنية، بما يناسب القدرة الشرائية غير المرتفعة عند معظم الدول الإفريقية، وقد تطورت الصادرات الصينية إلى الدول الإفريقية من مليار دولار أمريكي في العام 2000 إلى ما يتجاوز ال110 مليار دولار في العام 2010، وقد اعتمدت بكين على خطة دعائية ناجحة لترويج سياستها، تستند إلى المساهمة في تحفيز التنمية في إفريقيا، أما في مجال صناعة السيارات تُصدّر الصين سيارات إلى الجزائر أكثر من أي بلد آخر بين الفترة الممتدة من 2007 إلى 2013، لاسيما وان خلال 2013 شهدت قطاعات صناعة السيارات ب28.7 في المائة. أما في مجال الطاقوي فان الصين استثمرت مبالغ طائلة في مجال استخراج النفط في عدد من البلدان الإفريقية، ، واشترت كمية كبيرة من الأسهم في حقول الغاز الطبيعي في الجزائر وقامت باستثمارات نفطية في نيجيريا والغابون والسودان، وشاركت بقوة في إنتاج النفط من حقول أنغولا الواعدة، التي تعتبر المصدر الأول للواردات النفطية الصينية. ومن جهته، قال الخبير الاقتصادي هيثم رباني في اتصال مع ”الفجر”، أن الصين تمثل حقيقة خطر على المصالح الأمريكية لأنها تتبع نفس الأساليب التي تتبعها الولاياتالمتحدةالأمريكية من حيث أسعار المواد الأولية وكذا القروض مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الصين تنتهج استراتيجة أحسن من تلك التي تنتهجها الولاياتالمتحدةالأمريكية من حيث النفوذ، مضيفا أنها ”جنت على نفسها”، لأن أمريكا لا تدعم المناطق الصناعية خارج أراضيها في حين أن الصين تمتد خارج حدودها وتستفيد من القروض المالية التي تقدمها البنوك في الدول التي ترغب في إقامة استثمارات فيها، وقال الخبير الاقتصادي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بإمكانها ”قلب الطاولة” في أي وقت لأنها تمتلك الإمكانيات لذلك، حيث عليها دعم المستثمرين داخل أراضيها أو في بلدان أخرى عن طريق الدعم المالي وتقديم الخبرة أما فيما يخص الجزائر قال الخبير انه ينبغي على الجزائر تبني سياسة ”براغماتية” محضة مبنية على المبدأ الاقتصادي ”رابح - رابح” أي اختيار من يوفر لها أكبر ربح لها سواء كانت المشاريع الاستثمارية أمريكية أم صينية.