استيقظ الليبيون، أمس، على وقع خبر الانقلاب العسكري الذي يقوده قائد القوات البرية السابق، اللواء خليفة حفتر، الذي أعلن تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية والإعلان الدستوري، فيما نفت الحكومة الليبية بقيادة علي زيدان كل الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام عن الانقلاب مؤكدا استتباب الأمن في طرابلس والسيطرة على الوضع العام في البلاد. وسط تضارب الأنباء حول حقيقة ما يجري في ليبيا، سارع رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، إلى نفي حدوث انقلاب عسكري في طرابلس، رداً على إعلان القائد السابق للقوات البرية تجميد عمل السلطات الليبية، حيث نفى رئيس الوزراء الليبي علي زيدان وقوع انقلاب عسكري في بلاده، مؤكدا في مؤتمر صحفي أن زمن القيود والانقلابات قد ولّى ولن تعود إليه ليبيا مطلقا. وجاءت تصريحات رئيس الحكومة الليبية ردا على إعلان اللواء خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية الليبية، في بيان مصور أذاعته قناة العربية الفضائية، عن تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية والإعلان الدستوري. وأكد زيدان أن الموقف تحت السيطرة وأن الحكومة والمؤتمر يواصلان عملهما بشكل طبيعي، نافيا وجود أي مظاهر مسلّحة في الشوارع الليبية، موضحا أن وزارة الدفاع ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق اللواء حفتر. كما دعا زيدان الجيش إلى التحلي بالمسؤولية واحترام إرادة الشعب. من جانبه، أكد وزير الدفاع الليبي، عبد الله الثني، أن ما يحدث في ليبيا وما أعلن عنه حفتر هو عمل غير شرعي، وأن كلمات اللواء مدعاة للسخرية. حفتر يعلن سيطرته على مواقع حيوية والناطق باسم الجيش يؤكد الفوضى الأمنية وكان حفتر أعلن في تصريح مصور لقناة ”العربية” تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية والإعلان الدستوري. وقال اللواء حفتر في تصريحه أن ما يقوم به ليس انقلابا عسكريا لأن زمن الانقلابات قد ولّى، مشيرا إلى أن تحركه ليس تمهيدا للحكم العسكري، بل دعما لمواقف الشعب الليبي، كاشفا عن خارطة طريق تتضمن 5 بنود. من جهته أعلن الناطق باسم الجيش الليبي، العقيد حامد الحاسي، في مقابلة مع ذات القناة، عن حدوث فوضى عارمة في شوارع ليبيا، نافياً حدوث انقلاب عسكري على الأرض. وقال الحاسي إن ”الانقلاب يحصل عندما يكون هناك مؤسسات وسلطات”، مؤكدا أن الجيش لا يزال يسيطر على الأرض، وأن جميع القبائل الليبية تؤيد التحرّك، كما أفادت القناة تزامنا مع بثها للبيان، أن قوات تابعة لحفتر، سيطرت على مرافئ حيوية بالعاصمة طرابلس. وهو الأمر الذي كذّبه المتحدث باسم رئاسة الأركان الليبية علي الشيخي، الذي نفى سيطرة قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر على بعض المواقع العسكرية. وقال في تصريح إعلامي إن كل المواقع العسكرية في ليبيا تحت سيطرة وزارتي الدفاع والداخلية، فيما نفت مصادر إعلامية من العاصمة الليبية طرابلس ما جرى تداوله عن انقطاع الاتصالات والأنترنت. يذكر أن الليبيون تظاهروا خلال الأيام الماضية في عدة مدن منها العاصمة طرابلس، بنغازي، شرق، استجابة لدعوة وجهها حراك سياسي جديد يدعى ”لا للتمديد” ومنظمات مجتمع مدني وناشطين سياسيين، في محاولة للضغط على المؤتمر الوطني للتراجع عن إقرار التمديد لنفسه مدة سنة إضافية.