إبراهيم نوال: مسرحية بن ڤطاف "فاطمة" مطلوبة في بلغاريا تليلاني: يجب تسمية أحد المسارح الجهوية باسم بن ڤطاف - رابية: مجوبي لم يحتكر السلطة وفضح البيروقراطية فكر وشخصية، وزوايا خفية، للمسرحيين الراحلين عز الدين مجوبي ومحمد بن ڤطاف، كانت، محل نقاش، من قبل مشاركين، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، في الذكرى المزدوجة لوفاتهما أربعينية بن ڤطاف ومرور 19 سنة على اغتيال مجوبي على يد الإرهاب الأصولي. قال المسرحي إبراهيم نوال، أول أمس، ضمن فضاء صدى الأقلام، بأنّ شيخ المسرحيين الجزائريين محمد بن ڤطاف كان صوت الطبقة البسيطة والضعفاء من الشعب وصوت من لا صوت له، حمل همومهم في أعماله المختلفة، مثل ”العيطة” و”فاطمة”، ودعا منذ سنوات الثمانينات إلى فتح المجال أمام الشباب والمبدعين المسرحيين من مختلف ولايات الوطن، وأضاف بأنّ بن ڤطاف ومجوبي وقفا ضد أعداء المسرح ممن لا يريدون تطويره وإتاحة الفرصة للشباب الذين ساهما في تكوينه وتعليمه فنون الفن الرابع وكيفية تجسيد الأدوار على الخشبة وغيرها. وذكر نوال بأنّ مسرحية ”فاطمة” لبن ڤطاف والتي عرضت في عديد الدول على غرار مالي والنيجر وغيرها، كما جسدت بلغات مختلفة منها الفرنسية والكاتالونية والمالية، الطلب عليها كثير اليوم من دولة بلغاريا حتى تترجم إلى لغتها الرسمية وتعرض هناك على مسارحها. بدوره أكدّ الباحث والأكاديمي حسن تليلاني بأنّ الرجلين بن ڤطاف ومجوبي، كان يسعيان بكل قوتهما لفتح أبواب المسرح الوطني أمام الشباب الراغب في التكوين والإبداع المسرحي سيما وأنّ الذين سبقوا لرئاسة المسرح الوطني قد غلقوها في وجوههم. وقال في سياق مداخلته حول المرحوم بن ڤطاف ”حسب رأي بن ڤطاف تفوق على كل المسيرين الذين سبقوه، حيث أبدع في تسيير إدارة المسرح الوطني، لفترة تزيد عن 9 سنوات، من خلال استحداث فضاء صدى الأقلام الذي عمره اليوم قرابة العقد احتضن أكثر من 50 كاتبا ومخرجا ومؤلفا ومبدعا، وكذا بتكثيف العروض واستقبال مختلف المخرجين المسرحيين من ربوع الوطن وتقديم أعمالهم على ركح بشطارزي، إضافة إلى المهرجانات الوطنية والدولية التي أشرف عليها”. وأضاف تليلاني بأنّ المسرح انتعش في عهد بن ڤطاف الذي ردم الهوّة بين الأكادميين والنقاد والهواة عن طريق البرامج التي جاء بها، حيث سلّم المفاتيح للمبدعين ول يكن يتحرك بدافع المثقف بل يتحرك بدافع الوطنية. وفي السياق ذاته، دعا التليلاني إلى تسمية أحد ألمسارح الجهوية باسم الراحل حتى يبقى اسمه وأعماله خالدة في تاريخ الفن الرابع الجزائري وفي المشهد الفني عامة. من جهة قدّم الفنان عبد الحميد رابية مداخلة حول المرحوم عز الدين مجوبي عاد فيها إلى سنوات بدايته مع أبي الفنون واشتغاله في الإذاعة وأشهر أعماله التي لا تزال راسخة في أذهان الجمهور الجزائري. حيث طالب عبد الحميد رابية بأنّه يجب على الطلبة والممارسين والباحثين الجامعيين الاهتمام بأعمال ومنتجات الراحلين، باعتبارها تعدّ بمثابة مرجعية وفكر وأساس ينبغي استغلاله بطريقة أفضل. وذلك بهدف تطوير المسرح الجزائري والرقي به إلى مصاف العالمية، وكذا بإعادة الاعتبار لفن الدراما المسرحية في الجزائر التي تراجعت في السنوات الأخيرة. وقال رابية في الصدد ذاته بأنّ مجوبي الإنسان المتكامل، المتعدد المواهب، الطلائعي والملتزم، ساهم في فضح البيروقراطية والاستغلال الغير عقلاني وسوء التسيير في المؤسسات والإدارات الحكومية من خلال أعماله وشخصيات المعقدة التي يجسدها على الركح، كما دافع عن حرية المرأة كثيرا. وأوضح في الصدد ذاته بأنّ مجوبي أثناء توليه رئاسة المسرح الوطني، لم يحتكر السلطة بل شارك الجميع وكان يطلب مشورتهم متخذا من الرأي الجماعي منهجا له في التسيير، حيث لم يقص الشباب وفتح لهم ذراعيه حتى غادر المنصب لأسباب مهنية. أمّا فتح النور المكلف بالإعلام فقد أشار إلى تقاطع مسيرتي الرجلين في ممسارتهما للمسرح في الإذاعة، وترأسهما للمسرح الوطني وتأسيسهما لفرقة ”القلعة” معا، ورحلا وهما على رأس المسرح الوطني حملا مشروع فتحه أمام المبدعين وهو ما تم.