وقف أول أمس فضاء صدى الأقلام الذي يحتضنه المسرح الوطني محي الدين بشطارزي أمسية كل سبت، على ذكرى الأربعينية لراحل محمد بن قطاف الذي تصادفت مع الذكرى 19 لاغتيال الفنان عز الدين مجوبي، وذلك بحضور العديد من الشخصيات الفنية ورفقاء، وأهل الفن. وقد أجمع المشاركين أن كل من بن قطاف و عز الدين مجوبي ساهما في إثراء الحركة المسرحية في الجزائر. ففي كلمته أشاد الناقد حسن تليلاني بدور محمد بن قطاف في مساعدته للشباب ، مشيرا إلى أن معظم من ترأسوا المسرح الوطني أغلقوا الأبواب أمام الشباب، قائلا "أعترف أمام الجميع و بمسؤولية أن المرحوم محمد بن قطاف قد فتح المجال للشباب وأنا واحد من الناس الذين أمسك بيدهم وساعدهم على البروز، ولولا مساعدة بن قطاف لي لما تمكنت من تقديم دراسة ماجستير "المسرح والثورة"، وأضاف المتحدث أن الكثير من رجال المسرح تغلب عليهم النرجسية والثقافة الفرنسية إلا بن قطاف كان متواضعا وتطغى عليه العقلية الجزائرية. من جهة أخرى أثنى حسن تليلاني على إنجازات الرجل، وقال أنه تفوق على كل من سبقوه في تولي أمور المسرح الوطني ، مؤكدا على ضرورة تسمية أحد المسارح الجهوية باسمه، كأقل واجب تجاه رجل قدم الكثير للمسرح الوطني وكان له الفضل في ردم الهوة بين النخبة المثقفة وجمع بين الكتاب، المخرجين، الشعراء، الأدباء عبر فضاء صدى الأقلام. من جانبه فند فتح النور بن براهم المكلف بالاتصال على مستوى المسرح كلام حسن تليلاني، وقال أن بن قطاف على مدار تسعة سنوات من تأسيس فضاء صدى الأقلام بلغ رسالة ثقافية هامة عبر استقبال أكثر من 500 شاعر و كاتب، مسرحي، أديب، ممثل، وغيرهم ممن سمحت لهم الفرصة بتقديم تجاربهم وآراءهم في رحاب هذا الفضاء. كما تحدث إبراهيم نوال عن بساطة الرجل الذي فضل تلقيبه ب"الشيخ" وقال أنه كان يبتعد عن تولي المناصب ولا يحبذ مناداته بالألقاب الرسمية، وتجسد تواضعه من خلال أعماله التي كان يستوحيها من عمق المجتمع الذي يعشه وكان دائما يختار شخصيات بسيطة في أعماله التي لاقت نجاحا عالميا على غرار مسرحية "فاطمة" التي ترجمة للعديد من اللغات واللهجات الدولية، وقال إن إدارة مسرح ببلغاريا ألحت على السماح لها بتجسيد هذه المسرحية. من جهة أخرى قدّم الفنان عبد الحميد رابية كلمة حول المرحوم عز الدين مجوبي عاد فيها إلى سنوات بدايته مع أبي الفنون واشتغاله في الإذاعة وأشهر أعماله التي لا تزال راسخة في أذهان الجمهور الجزائري، حيث طالب عبد الحميد رابية بأنّه يجب على الطلبة والممارسين والباحثين الجامعيين الاهتمام بأعمال ومنتجات الراحلين، باعتبارها تعدّ بمثابة مرجعية وفكر وأساس ينبغي استغلاله بطريقة أفضل. و ذلك بهدف تطوير المسرح الجزائري والرقي به إلى مصاف العالمية، وكذا بإعادة الاعتبار لفن الدراما المسرحية في الجزائر التي تراجعت في السنوات الأخيرة. وقال رابية في الصدد ذاته بأنّ مجوبي الإنسان المتكامل، المتعدد المواهب، الطلائعي والملتزم، ساهم في فضح البيروقراطية والاستغلال الغير عقلاني وسوء التسيير في المؤسسات والإدارات الحكومية من خلال أعماله وشخصيات المعقدة التي يجسدها على الركح.