خصص المسرح الوطني محي الدين بشطارزي فضاءه «صدى الاقلام» هذا السبت للوقوف عند ذكرى مزدوجة تذكرا لعميدي الفن الرابع الجزائري، ويتعلق الأمر بمرور 19 سنة عن وفاة عز الدين مجوبي واربعينية العملاق امحمد بن قطاف. وقد استضافت بناية بشطارزي امس ضمن منبرها «صدى الاقلام» عددا من الفنانين والأكاديميين ممن عرفوا القامتين المسرحيتين الراحلين امحمد بن قطاف وعز الدين مجوبي، حيث عرج كل من الفنان عبد الحميد رابية والدكتور تليلاني عند اهم المحطات والمواقف التي نقشت من ذهب في صخر المسيرة الفنية للعملاقين اللذين شهدا لهما وفاءهما لابي الفنون، وخدمتهما للطاقات الشابة بما يضمن بقاء هذا العالم حيا ومعطاء عبر الاجيال، وما نشاط هذا الفضاء الاعلامي الثقافي بالمسرح الوطني الا فعل نبيل وفعل الوفاء لرجلين خدما الفن الرابع وتركا للاجيال واجب الحفاظ على الذاكرة. اعتبر المكلف بالاتصال على مستوى المسرح الوطني بن ابراهيم فتح النور الوقفة واجب ذاكرة لرجلين عملاقين في عالم الركح تقاطعت مسيرتهما عبر مراحل متعددة، حيث جمع الراحل بن قطاف بين التمثيل، الاخراج، الاقتباس، الكتابة، وتسيير هذه الهيئة الثقافية والفنية، ليكون رفيقه مجوبي كذلك حيث جمع هو الاخر بين عديد زوايا الفن ليكون على رأس بناية بشطارزي قبل شهور من وفاته، قبل ان يكمل مشروعه الذي اتى من اجله تاركا وراءه الفراغ لبن قطاف، فكان فعلا اليد المساندة والمساعدة للمواهب والطاقات الشابة عبر مختلف جهات الوطن. نوه الفنان عبد الحميد رابية بالمجهودات التي بذلها الراحل عز الدين مجوبي، الذي يعد من الوجوه الفنية المبدعة تمثيلا واخراجا، يتمتع بقدرات عالية وشخصية استثنائية ببعدها الفني والادبي، مؤكدا على قدرته الفعالة في جذب الجماهير من خلال توظيفه لكل عناصر العرض والفرجة، اضافة الى دفاعه الشرس على حرية المرأة. أما الدكتور تليلاني فقد اعتبر استضافته ضمن منبر «صدى الاقلام» أقرب للشهادة من المداخلة، خاصة وان فقيد الخشبة والركح امحمد بن قطاف لم يبخل عليه في دفعه إلى عالم التتويجات وفرض افكاره على الساحة الفنية والثقافية الجزائرية والدولية، قائلا في هذا الصدد «لولا تحفيزات والتفاتة المرحوم امحمد بن قطاف لما كانت لدي هذه الانتاجات والالقاب والتتويجات، فصراحة هذا العملاق وعميد الفن الرابع فتح في وجوهننا تلك الابواب الى عالم الخشبة والركح كانت مغلقة من قبل».