التعريف بالكتاب: كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم: (تابع:الطلاق) يرى القارئ من هذه العبارات التي بسطناها ليحصل لنفسه منها رأياً أن علماء مذهب عظيم كمذهب ابن حبل لم يعوِّلوا على قضاء عمر رضي الله عنه بل تمسكوا بنصوص القرآن وسنَّة النبي، ويمكن للأمَّة إذا أرادت الإصلاح أن تأخذ بقولهم؛لأن عمر رضي الله عنه قد بيَّن لنا سبب قضائه بقوله:”إن الناس قد استعجلوا في أمر كان لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم”؛فكأنه اجتهد في جعله عقوبة لردعهم عنه، وكلُّنا نعلم أنه لم ينشأ من اجتهاد عمر إلاَّ استهتار العامَّة بلفظ الطلاق الثلاث، وتهافتهم عليه في محاوراتهم إيمانهم. بل لِمَ يأخذ مريد الإصلاح بمذهب الإمامية الذي نقله ابن عابدين وهو مذهب الأئمة من آل البيت في قولهم كما مرَّ:”إن الطلاق لا يقع بالطلاق الثلاث ولا في الحيض؛لأنه بدعة محرَّمة” وإن سمح لي القارئ أن أبدي هنا كل ما أظنُّه صواباً أقول لا يمكنني أن أفهم الطلاق يقع بكلمة لمجرَّد التلفُّظ بها مهما كانت صريحة.نعم إن الأعمال الشرعية لا تستغني عن الألفاظ، إذ لو حللنا أي عقد لوجدناه مركباً من ظهور إرادة، أو مطابقة إرادتين حصل الاستدلال عليها أو عليهما من ألفاظ صدرت شفاهياً أو بالكتابة؛ولذلك ليس الغرض الاستغناء عن الألفاظ، وإنما مرادنا أن اللفظ لا يجب الالتفات إليه في الأعمال الشرعية إلاَّ من جهة كونه دليلاً على النيَّة؛فينتج من ذلك أنه يجب أن يفهم أن الطلاق إنما هو عمل يُقصدُ به رفع قيد الزواج، وهو يفرض حتماً وجود نية حقيقية عند الزوج وإرادة واضحة في أنه إنما يريد الانفصال من زوجته.لا أن يفهم كما فهمه الفقهاء وصرَّحوا به في كتبهم أنَّ الطلاق هو التلفُّظ بحروف(ط ل ا ق). .. يتبع