كشفت نقابة مركب أرسيلور ميتال عنابة، أن هذا الأخير يتجه نحو ”حالة فوضى لم يسبق لها مثيل”، نتيجة التأكد من نية إدارة الموارد البشرية على تطبيق مخطط ”أوميڤا” لتسريح مئات العمال تمهيدا للغلق النهائي لأبواب المركب. ووصل المجلس النقابي الذي عقد اجتماعا طارئا صباح أمس، لضرورة مواجهة مؤامرة تهديم مركب الحجار من خلال تجند العمال والتفافهم حول نقابتهم، تحسبا لأي قرار يخص عقد جمعيات عامة، يتم فيها الفصل في كيفية مواجهة هذه المؤامرات، خصوصا خلال الظرف الراهن المتمثل في التحضير للانتخابات الرئاسية، وما يتعلق بأي انزلاقات أو احتجاجات أو تجمعات قد يتم الإقدام عليها. ووجهت نقابة ”كشيشي داود” أصابع الاتهام لإدارة الموارد البشرية التي يقودها الفرنسي فريديريك بايل، من خلال ”سوء تسيير وتجاوزات خطيرة تم إخطار المديرية العامة بها، قصد توقيفها، علما أنه تم طلب تدخل لجنة تحقيق وزارية حول عمليات نهب المال العام التي أوصلت المركب للحالة المالية المأساوية التي يتخبط فيها حاليا، والتي تعتبر سببا تتذرع مديرية الموارد البشرية به، للقيام بتحويل عشرات العمال نحو مركز الحشد والإبقاء على وحدات الإنتاج عاجزة عن النشاط بسبب نقص العمال، إلى جانب التعمد في تخريب الفرن العالي عن طريق تشغيل موقدين ما كان وراء نشوب حريق مهول كاد يتسبب في كارثة”. وأضاف المتحدث ذاته أن ”الإبقاء على المسيرين نفسهم يقود أرسيلور ميتال نحو الانهيار المحقق نتيجة تكريس الفساد وحالة اللااستقرار”، حيث ينتظر أن تكون الأيام القليلة القادمة موعدا لاتخاذ قرارات فاصلة قد تدفع بالإدارة الفرنسية لمراجعة طريقة التسيير التي تتبعها إدارة الموارد البشرية، وما تمخض عنها من تعقيدات من شأنها أن تجعل ملف الاستثمار مستحيلا في الحجار الذي يعيش أسوأ أيامه من خلال رقم إنتاج لا يمكن من الإبقاء على منصب 5800 عامل، وبالتالي كل أبواب الاحتمالات حول مصير هذا الصرح الاقتصادي مفتوحة.