عشرات المواطنين بقسنطينة يحتجون على ترشح بوتفليقة / احتجاج أمام مقر ولاية البويرة ضد الرابعة حقوقيون، إعلاميون وأبناء الجالية يتظاهرون ضد الرابعة بباريس، لندن ومونريال صبيحة أمس، لم يكن شيء يوحي بأن العاصمة ستغير مظهرها، طرقات هادئة مثل عادة أيام العطل، المحلات تفتح أبوابها على استحياء، وقد خرجت مبكرا، من بن عكنون في اتجاه الجامعة المركزية، لأن الأمن كان سيغلق جميع المنافذ. الساعة كانت حوالي التاسعة والربع عندما وصلت إلى الجامعة المركزية، أين وجدت الزملاء الذين وصلوا قبلي، زينب بن زيطة، جهيدة رمضاني، عبد النور بوخمخم وآخرون، شرع بعضهم في نصب الكاميرات وتهيئة أدوات عملهم. تجاذبنا أطراف الحديث ونحن ندعو بالخير لهذا البلد، الساعة التاسعة والنصف عندما بدأ بعض الناشطون في التوافد على ساحة الجامعة المركزية، لحظات فقط بعد بداية الهتافات ضد العهدة الرابعة، بدأ رجال الأمن يطوقون الحشد الذين كان في أغلبه من الشباب، قبل أن تقتحم الحشد امرأة مسنة تبين من كلامها أنها من ضحايا الإرهاب، وكان صراخها يفجر قهر سنوات، لكن رجال الأمن حاولوا تطويقها وإخراجها من الحشد وسط الطريق الذي يفصل بين الجامعة والمبني المقابل للبنك، تمرغت العجوز المسكينة وهي تحمل أوراق تؤرخ لسنوات التهميش، تصرخ ضد شكيب خليل، وحكم السراق، تجمع حولها رجال الإعلام والأمن قبل أن تعود لمكانها، في هذه الأثناء كانت ساحة الجامعة المركزية تغص برجال الأمن بالزي الرسمي والمدني، لدرجة أن الساحة باتت زرقاء بما يكفي حتى لا يخطئها أحدا. كان رجال الأمن يسحلون المواطنين والإعلاميين واحدا بعد آخر، الزملاء حياة سرتاح، وعبد النور بوخمخم، ومصطفى بالفوضيل، مباشرة، لحظات قبل انطلاق الهتافات، تم سحبهم إلى سيارات الشرطة التي كانت تجوب ساحة ”أودان”، مثل حافلات النقل العمومي، في هذه الأثناء كنت أنا والزميلة زينب بن زيطة، متكأتين على حيط مقابل البنك، كنا واقفات نمارس مهامنا كإعلاميين في رصد حركة الشارع، اقترب منا رجل الأمن بالزى المدني وقال للزميلة بن زيطة ”بعدي من هنا.. فقالت له راني متكيا على حيط ونص الجزائر متكي على الحيطان.. ياك ما رانيش نجيني في حركة المرور”، لكن رجل الأمن قال لزميله.. قول للبنات يجيوي يرفدوها”. لحظات بعد ذلك سحبت الزميلة إلى سيارة الشرطة هي والزميل رشدي رضوان، لأنه حاول أن يعترض توقيف الزميلة.. لا أدري كيف تبعتهم وحاولت أن أتعلق بسيارة رجل الأمن وأحتج على أخذ زميلي في النهاية نحن صحفيين في مهمة، لكن رجل الأمن دفع بي إلى داخل العربة، كنا أربع صحفيين، أنا ورشدي رضوان، وزينب بن زيطة، وبوعافية ناصر، وناشط في الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، وسيدة جاءت تتظاهر بباقة ورد كبيرة، وناشطين آخرين من مختلف مناطق الوطن. سحنة رجل الأمن داخل العربة لم تكن عدائية أبدا، قال لنا أنا جزائري مثلكم.. واش أندير راني خدام، وعليا تطبيق القانون، التظاهر ممنوع وعلي حماية الناس. رجل أمن آخر، قال لنا أنا عندي 35 سنة، ومانيش متزوج لأني ما عنديش دار، لماذا الشارع يكره البوليسي؟ قلت له لا نكره البوليسي لأنه جزائري مثلنا جميعا، وله نفس ظروفنا، فقال علا بالك وعلابالي واش في المرميطة”. الزميلة بن زيطة، أطلقت العنان لنكتها فقالت لرجل الأمن لماذا البيس نتاعك ما فيهش التكيات، فقال مازحا لأنه باطل من عند بوتفليقة، فقلنا لنا الشرف اليوم أن نكتشف اليوم سيارة الشرطة من الداخل. كان رفقتنا ممثل الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، الذي سرقوا كاميراته الشاهدة على الأحداث، قال لي لا تخافي يا سيدة، قلت له لست خائفة أنا في بلدي مع أبناء بلدي.. أنا في مهمة أنا صحفية ودوري أن أنقل نبض الشارع. داخل سيارة الشرطة بدأت سيدة الورد في ترديد شعارات ضد العهدة الرابعة وضد استباحة كرامة البلد والمواطنين، وضد الطريقة التي دفعت بها إلى داخل عربة الشرطة... رجل الأمن كان مهذبا توحي ملامحه أنه مسكين هو الآخر، ولا حول ولا قوة له، سألته إلى أين نحن ذاهبون؟ فقال لي لا أعرف.. بعد حوالي نصف ساعة وجدنا أنفسنا في مركز الأمن للشراڤة، انتظرنا حوالي ربع ساعة في الفناء الخارجي، وفي هذه الأثناء بدأت مكالمات الزملاء والأصدقاء تصل من داخل وخارج الوطن، علمنا أن عدد من الزملاء والناشطين تم توزيعهم على مراكز أمن العاصمة ”كافنياك، الحراش، باب الزوار وغيرها ”، استقبلنا مسؤول المركز بطريقة حضارية ومؤدبة واعتذر منا جميعا، بعد أن سجل معلوماتنا، وقال لنا لماذا أنتم هنا.. من أين جابوكم.. من الخروبة؟ سؤاله بدا لي خارج اللحظة، فأجهشت أعماقي باليأس. الزميل رشدي رضوان، طلب من مسؤول المركز أن يفهمه الصفة التي نحن بها هنا.. هل نحن موقوفون؟ هل نحن معتقلون؟ نحن في النهاية كنا نمارس مهامنا الإعلامية. الزميلة زينب، احتجت على طلب عون الأمن تسجيل معلوماتنا الدقيقة بما في ذلك اسم الأب والأم ومقر السكن.. في النهاية أطلق سراحنا دون تسجيل محاضر استماع. خرجت من مركز الأمن إلى شارع الشراڤة، ومن ثم إلى مقر الجريدة لأكتب هذه الكلمات، وفي ذهني سؤال واحد: لماذا تم توقيفي.. لأنني حيطيست بساحة ”أودان” في مهمة صحفية؟ ما رأيته أعطاني إجابة كافية جدا هي أنني سأبقى حيطيست إلى إشعار آخر. زهية منصر اعتصام أمام مقر ولاية البويرة ضد الرابعة نظم العشرات من المواطنين بولاية البويرة، احتجاجا أمام مقر الولاية عبروا من خلاله عن رفضهم القاطع لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، رافعين شعارات مكتوب عليها ”لا للعهدة 4.. 15 سنة بركات”، وغيرها من العبارات التي تصب في مجملها في رفض ترشح الرئيس. المحتجون تجمعوا في حدود الساعة العاشرة صباحا أمام المدخل الرئيس لمقر الولاية، ثم قاموا بنقل احتجاجهم إلى ساحة الوئام المحاذية لمقر دار الثقافة، علي زعموم، في مسيرة سلمية، حيث صرح لنا أحد المحتجين بأن البلاد في حاجة إلى رئيس يستطيع رعاية شؤونها والاهتمام بانشغالات مواطنيها. عشرات المواطنين بقسنطينة يحتجون على ترشح بوتفليقة قام صبيحة أمس، العشرات من المواطنين بقسنطينة، الرافضين لترشح عبد العزيز بوتفليقة لرئاسيات أفريل 2014 لعهدة رابعة، بالتجمع في حديقة بن ناصر، وسط المدينة، المعروفة بحديقة لابريش، رافعين شعارات منددة بترشح الرئيس بوتفليقة، مطالبين إياه بالعدول عن قراره بخوض معركة الرئاسيات، حيث علت هتافاتهم المستنكرة لهذا القرار، قبل أن تتدخل قوات الشرطة التي تمكنت بسرعة من السيطرة على الموقف وتفرقة المتجمعين واعتقال البعض منهم. سهام. ج/ي. بونقاب حقوقيون، إعلاميون وأبناء الجالية... مظاهرات ضد الرابعة بباريس، لندن ومونتريال موازاة مع الوقفة الاحتجاجية السلمية التي نظمت أمس، من قبل نشطاء حقوقيين وصحفيين وسياسيين، ضد العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بساحة البريد المركزي، ومختلف مناطق البلاد، خرج مواطنون جزائريون بعواصم غربية، كلندن وباريس ومونتريال بكندا، للتنديد بالتربيع ”لأنه انتحار”. وخرج مواطنون جزائريون وناشطون في مجال الإعلام وحقوق الإنسان، بالعاصمة لندن، أمام مقر القنصلية، رافعين شعارات مناهضة للعهدة الرابعة، وكان ضمن التظاهرة عدد من المهتمين بالشأن السياسي في الجزائر، حيث لقيت تجاوبا كبيرا من قبل أفراد الجالية بلندن. ورفع المتظاهرون الذين كانوا من مختلف الأعمار، حسب شهادات متطابقة، الراية الوطنية، بعد أن دونوا عليها عبارات ”لا للعهدة الرابعة”، فيما فضل البعض الأخر التعبير بعامية عن رفضهم لاستمرار الرئيس بوتفليقة في الحكم برفع شعارات ”لا للهردة الرابعة”. وبالعاصمة باريس، رفع أفراد الجالية في احتجاجات سلمية، شعارات رافضة للعهدة الرابعة لانها ” تعني مواصلة الفساد والخراب ونهب الثروة الوطنية”، حيث شارك في الخرجة الإعلامية التي نظمت صباح أمس، وجوه من المعارضة وناشطين في مناهضة الفساد، وبعض قدماء الجيش التحرير الوطني. وبكندا، خرج بعض المتظاهرين الذي عبروا في صور عبر الفيسبوك، عن معارضتهم للعهدة الرابعة، وبحسب الصور العديدة التي وزعت على شبكات التواصل الاجتماعي، فإن المعارضين متمسكين بالتغيير الجذري، لذا فإن معارضة العهدة الرابعة ضروري لأنها ستقود الجزائر نحو الهلاك. شريفة عابد العدالة والتنمية تعتبر ذلك تراجعا عن اتفاقيات جنيف الخاصة بالحريات الأرسيدي ينتقد اعتقال الناشطين ويؤكد أن ذلك سيعري السلطة أمام المجتمع الدولي انتقد التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الطريقة التي أديرت بها المسيرة السلمية بعد إقدام عناصر الأمن على اعتقال ناشطين حقوقيين وصحفيين، واعتبر على لسان ناطقه الرسمي، معزوز عطاش، أن تلك الممارسات ستعري السلطة أمام المجتمع الدولي، وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه العدالة والتنمية، ”لأن اعتقال ناشطين سلميين هو خرق لاتفاقية جنيف الثانية والثالثة”. وعبر القيادي في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، معزو عطاش، عن أسفه في تصريح ل”الفجر”، وقال إن ”الأرسيدي يندد بالضغط على التظاهر السلمي، وذلك لأننا أمام سلطة غير شرعية تقلدت الحكم بواسطة التزوير”، مضيفا أن ما أقدم عليه الأمن بالساحة المركزية للبريد من اعتقالات، ما هو إلا دليل آخر ودافع آخر من أجل انخراط الطبقة السياسية برمتها والمجتمع المدني في مسعى مقاطعة الانتخابات المقرر إجراؤها يوم 17 أفريل القادم، ”لأن المقاطعة هي سلوك مقاومة لتغيير الأوضاع في النهاية”. وفي تعليقه على انعكاسات ما حدث، على الصعيد الدولي، بعد سلسلة الاعتقالات وخروج المواطنين في مسيرة ضد العهدة الرابعة، أوضح المتحدث أن ”ذلك سيزيد من تعقيد الأوضاع، وسيجلب المزيد من العزلة”، وواصل بأنه ”بالنسبة للاعتقالات ومنع التظاهر السلمي، فإن ذلك يعري بصفة حقيقة الانتهاكات على المستوى الحقوق، لأن العديد من الصحفيين اعتقلوا”. من جهة أخرى، حزب العدالة والتنمية، وعلى لسان القيادي حسان عريبي، قال إن الاعتقالات التي مست بعض المتظاهرين، هي انتهاك للحقوق وعدم احترام للرأي ووجهات النظر الأخرى، مضيفا أن التوقيفات هي تعد صارخ من السلطة، وتؤكد أن حالة الطوارئ لا تزال مفروضة ولم ترفع إلا شكلا، وعلق بأن ”السلطة تسير بمنطق فرعون المكرس لمبدأ لا أريكم إلا ما أرى ولا أريد لكم رشادا”. وتابع المتحدث أنه على المستوى الدولي، فإن الاعتقالات التي طالت متظاهرين سلميين، هي مساس بسمعة الجزائر ونحن في القرن 21، وهي تراجع عن التعهدات التي أبرمتها مع المجتمع الدولي، وفي مقدمتها اتفاقية جنيف 2 و3 الخاصة بحماية الحريات، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الدولي”، وخلص إلى أن هذه المعطيات تؤكد اليوم أن خيار المقاطعة يتوسع في القاعدة ويمس الشباب وهيئات المجتمع الأخرى بدون استثناء. شريفة عابد بن فليس يندد بشدة بالخروقات حيال الحق في التعبير ندد رئيس الحكومة الأسبق والمترشح للرئاسيات علي بن فليس، بالمضايقات التي تعرض لها مجموعة من المواطنين الذين خرجوا أمس، ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة الرابعة، واعتبر أن من حق المواطن الجزائري التعبير عن رأيه، دون التعرض لأي مضايقات أو اعتداءات، مشيرا إلى أن ذلك من الحقوق الفردية والجماعية التي تشكل فحوى مشروع ”التجديد الوطني” الذي يُعد ”مجتمع الحريات” أحد دعائمه، والذي سيقترح على الإرادة السيدة للشعب الجزائري بمناسبة الاستحقاق الرئاسي المقبل. خ. قوجيل الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تنتقد تفريق المتظاهرين واعتقالهم انتقدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، أمس، إقدام السلطة بواسطة رجال الأمن بالزي الرسمي والمدني، على إجهاض التظاهرة السلمية المنظمة أمس، بساحة البريد المركزي، واعتقال مجموعة من الحقوقيين والناشطين والصحفيين. وأوضحت الرابطة على لسان رئيسها، نور الدين بن يسعد، أن التوقيفات التي تمت، هي أمر خطير وانتهاك حقيقي لحرية التعبير، خاصة وأنها كانت من اجل إظهار رفض الجزائريين للعهدة الرابعة، وقال إن السلوك الذي قامت به قوات الأمن نهار أمس، هو دليل على تدني وضع الحريات والحقوق في الجزائر وأنها لم تعد مكفولة الآن. ودعا بن يسعد، السلطات العمومية إلى احترام حقوق الإنسان، وتابع أن الرابطة ”تشهد المجتمع الدولي والوطني على تلك الانتهاكات والانحرافات التي تتزامن وضغط سياسي واقتصادي واجتماعي بالجزائر”. وخلصت الرابطة للقول إنها تبقى متمسكة بنضالها ودفاعها عن الحقوق من أجل بناء الديمقراطية في البلاد. ش. عابد هامل يشدد على حسن المعاملة، مصادر أمنية تكشف ل”الفجر”: ”توقيف 150 شخصا من بينهم 20 صحفيا في العاصمة” كشفت مصادر أمنية ل”الفجر”، عن توقيف 150 شخصا من بينهم 20 صحفيا، خلال الوقفات السلمية لنهار أمس بمختلف الشوارع الكبرى للعاصمة، للتعبير عن رفض ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة. قالت مصادر أمنية في تصريح ل”الفجر” أنه تم اعتقال أمس، على مستوى العاصمة، 150 شخصا من بينهم 20 صحفيا أغلبهم من القطاع الخاص، فيما سجل بعض صحفيي القطاع العام على قلتهم الاستثناء، وسجلت ”الفجر” حضورها ب3 معتقلين، وأفادت مصادرنا أن قيادة الأمن الوطني وجهت تعليمات صارمة لمعاملة الموقوفين بالحسنى، واحترام حقوق الإنسان، في وقت بادرت إلى إطلاق الصحفيين بعد ساعات من التوقيف على مستوى مراكز الشرطة بأمر من المدير العام للأمن الوطني، عبد الغني هامل. وفي وقت تحدثت مصادرنا على إطلاق سراح جميع الموقوفين في حدود الساعة الثالثة مساء و45 دقيقة، أكد موقوف بمركز الشرطة بالحراش، في اتصال مع ”الفجر” بعد نجاحه في إخفاء هاتفه المحمول، أنهم ما زالو محتجزين، وتمحورت التحقيقات مع الصحفيين والموقفين حول المهنة والانتماء السياسي والولاية التي قدم منها كل شخص.