تنزل الفرقة الموسيقية ”جمعاوي أفريكا”، مساء هذا الجمعة، ضيفة على مسرح ابن زيدون، بالعاصمة الجزائر، حيث يرتقب أن تنشط سهرة فنية من تنظيم مؤسسة فنون وثقافة في إطار برامجها الفنية الخاصة بالسنة الجارية، ستقدم خلالها باقة من أغانيها المعروفة سيما في طابع ”الڤناوي”. وفي السياق ينتظر من ”جمعاوي أفريكا”، التي مثلت الجزائر في محافل ومهرجانات دولية مختلفة، حتى بات لها صيت واسع على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، أن تقدم أجمل ما جادت به حناجر أعضائها من موسيقيين وعازفين، حيث سيكون الجمهور العاصمي على موعد مع أغاني الڤناوي الممتدة إلى أعماق تاريخ المنطقة المغاربية وجنوب الصحراء، على غرار رائعة ”جيلالة” أغنية تراثية وأخرى باسم ”ليلى الڤناوية”، وأغنية ”ليل طويل”، المستمدة من تراث سيدي بيمول والتي أدتها في ألبوم ”ماما أفريكا”، وغيرها حسب البيان الذي تحصلت ”الفجر” على نسخة منه. وفي السياق ذاته تعتبر فرقة ”جمعاوي أفريكا”، واحدة من الفرق الموسيقية الناجحة في المجال على المستوى الوطني والمحلي، فاستطاعت أن تتخطى شهرتها حدود الوطن باعتبار تمثيلها الجزائر في حفلات موسيقية في الخارج بأوروبا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، تونس، السودان، الهند، بوركينا فاسو، وفرنسا، بغض النظر عن تلك التي نشطتها داخل الوطن، حيث حطّت الرحال أكثر من مرّة بمدينة تلمسان، وهران، تيزي وزو، العاصمة، باتنة، أم البواقي، سوق اهراس، عنابة، ڤالمة وبجاية وغيرها من الولايات.ومن عوامل نجاح الفرقة النوع الموسيقي الذي تشتغل عليه دون غيرها من الفرق الأخرى المختصة في الهيب هوب والراي، فهي تصنع من الڤناوي حياة لها ومتنفسا لهموم الشباب ومشاكلهم الاجتماعي، فتمكنت من تحقيق رواج معتبر في العالم، من خلال مزجها موسيقى الڤناوة المعروف في الشمال الإفريقي، إضافة إلى نوع الجاز اللاتينو أمريكي، ورائده المغني الشهير بوب مارلي، كما تعتمد على توظيف بشكل كبير التراث الجزائري بالخصوص والإفريقي عموما في أغانيها، مما ساعدها على الانتشار سريعا، وذلك بإدراج نوتات من الشعبي في موسيقاها، ناهيك عن طابع السخرية التي تستخدمها في بعض الأحيان ضمن أغانيها المؤداة من أجل تمرير وإيصال رسائل سياسية واجتماعية تعكس واقع الجزائريين المعيش، سيما تناولها لمواضيع مسكوت عنها، سواء بأغان ثنائية أو جماعية أو بطريقة فردية فهمها الوحيد هو طرق العقل الجزائري وكشف الواقع الحقيقي له.