يواجه العديد من السكان القاطنين ببعض التجمعات السكنية، ببلدية عين السبت المعزولة بالجهة الشمالية الشرقية للولاية، على أصفح الجبال الفاصلة بين ولايتي سطيف وجيجل، ظروف حياة قاسية تطبعها العزلة وغياب المرافق الضرورية للحياة. لعل من أبرز المشاريع التي يحتاج إليها السكان في الظرف الراهن هو الغاز الطبيعي، حيث دفع غياب هذه المادة الطاقوية إلى الاحتطاب من أجل التدفئة. وحسب المعلومات التي استقيناها من هذه المنطقة المعزولة فإن عملية الاحتطاب تتم خلسة من الجبال المجاورة على سفوح جبل ”سطاح” بمنطقة ولبان و”غابة بابور” و”تامزقيدة”، وتعد مناطق مستهدفة من قبل الكثير من أجل جلب الحطب، باستعمال وسائل متعددة، ويستعمل في الكثير من الحالات هذا الحطب، من أجل التدفئة. يحدث هذا في ظل الظروف الطبيعية القاسية جدا التي تميز منطقة عين السبت التي تقطنها حوالي 20 ألف نسمة يواجهون في مجملهم قر الشتاء، بإمكانيات بسيطة، وبالكثير من المتاعب، في ظل خلو المنطقة تماما من اية نقطة لبيع غاز البوتان، إذا تم استثناء بعض المحلات الخاصة والصغيرة جدا هنا وهناك، حيث تمون المنطقة من ولاية ميلة. غير أن هذا التموين يشح شتاء حسب مصادر منتخبة، ويجد السكان صعوبة كبيرة لنقل قارورات غاز البوتان إلى منازلهم من مسافات بعيدة، إذ لا يجدون طريقة اسهل للطهي والتدفئة من الاحتطاب وقطع الاشجار، رغم أنهم يدركون أن هذه العملية تؤثر على الطبيعي وتهدد أنواع الأشجار النادرة التي تزخر بها المنطقة من الانقراض. إلا أن هؤلاء السكان لم يجد سبيل في تلبية حاجتهم الماسة الى المادة الطاقوية، بعدما يئسوا من مناشدة السلطات لاستفادة منطقة من الغاز على غرار باقي المناطق المجاورة لولاية سطيف التي تعد ولاية رائدة على المستوى الوطني في مجال التغطية بالغاز الطبيعي. من جهة رئيس بلدية عين السبت أقر بهذه الوضعية، وأكد أن هناك مشروعا بغلاف مالي قدره حوالي37 مليار، استفادت منه المنطقة حيث سيقضي حيال تجسيده على ظاهرة قطع الأشجار من المحميات الطبيعية والغابات، يتمثل في مد المنطقة بأنابيب الغاز الطبيعي، وقد تم تخصيص 26 مليار من مجمول الغلاف المالي لنقل هذه المادة الطاقوية من منطقة بني عزيز على مسافة 7 كلم، في حين يخصص باقي المبلغ للتوزيع ومد الشبكة، على أمل أن يستفيد مبدئيا 1400 منزل بطول 52 كلم بمادة الغاز الطبيعي، وهو ما يمثل حوالي 40 بالمائة من إجمالي سكان هذه المنطقة المرامية بين ضفاف السلسة الجبلية الفاصلة بين سطيف وجيجل.