لم يقدم اللقاء الثالث لوزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري أي جديد للأزمة الأوكرانية، في ظل تمسك موسكو بحقها في حماية مواطنيها بالقرم، فيما تطالبها الدول الغربية بوقف التدخل في شؤون أوكرانيا الداخلية والتراجع عن خيار ضم شبه الجزيرة. أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه بنظيره الأمريكي جون كيري أمس إلى أن الوضع في أوكرانيا بات أكثر تعقيدا ولا يجب إهدار المزيد من الوقت في ظل الأوضاع التي تعيشها البلاد، واكتفى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالدعوة إلى ضرورة إيجاد حل سريع للأزمة التي تعيشها كييف، وجاء لقاء أمس بين ممثلي البلدين الأمريكي والروسي بعد فشل لقاءيهما في باريس وروما الأسبوع الماضي، حيث اعترف لافروف بفشل الطرفين في التوصل لاتفاق نهائي. من جهتها أعربت وزارة الخارجية الروسية أمس عن خيبة أملها من تصريحات رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول عدم شرعية استفتاء القرم، ودعت المنظمة الى إعادة النظر في قرارها وإرسال مراقبين للإشراف على سير الاستفتاء، مؤكدة شرعية الاستفتاء المقرر هذا الأحد، والذي يخيَّر فيه سكان المنطقة بين إبقاء الجمهورية في قوام أوكرانيا مع توسيع صلاحياتها أو الانضمام لروسيا، كما ذكرت الوزارة الروسية أن موسكو تحتفظ لنفسها بحق الدفاع عن سلامة مواطنيها في أوكرانيا، وتابعت الوزارة في بيان أن مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا شهدت أمس الأول أحداثا دموية أسفرت عن مقتل شخص وسقوط عدد كبير من الجرحى. وكان رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وزير خارجية سويسرا ديدييه بيركهالتر قد استبعد إرسال مراقبي المنظمة الى القرم، باعتبار أن إجراء الاستفتاء في الجمهورية يتعارض مع الدستور الأوكراني، حيث تصف السلطات الجديدة في كييف والدول الغربية الاستفتاء بغير القانوني، إذ لا ينص الدستور الأوكراني على إمكانية أجراء استفتاءات محلية، غير أن الحكومة الأوكرانية الحالية والبرلمان لا يستطيعان حل برلمان القرم لأن المحكمة الدستورية في البلاد لا تستطيع العمل، بعد إقالة عدد كبير من قضاتها، وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس أن الاتفاقية التي وقّعت عليها الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون بأوروبا عام 1975 تنص على أنه ”لجميع الشعوب دائما الحق في أن تقرر وضعها السياسي الداخلي والخارجي دون تدخل خارجي في ظروف حرية تامة متى وكيف تشاء”.